|
موسكو ودعت الخارجية الروسية في بيان لها امس الى اجراء حوار وطني في سورية بما أمكن من السرعة وتنفيذ الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بسرعة وبما يتوافق مع تطلعات الشعب السوري. وشددت الخارجية الروسية على وقف العنف مهما يكن مصدره والحصول على معلومات موضوعية كاملة بهذا الصدد والسير في خطة العمل العربية وغيرها من الامكانيات المتوفرة حتى النهاية مشيرة الى أن موسكو ترصد باهتمام جهود الجامعة العربية لايجاد تسوية سلمية سريعة للازمة السورية ضمن الاطر العربية ودون أي تدخل خارجي. كما جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف بلاده المبدئي الداعي لحل القضايا الداخلية السياسية للدول مهما كانت حدتها بسبل سلمية وعبر حوار وطني يهدف الى احراز وفاق اجتماعي دون تدخل الخارج مشددا على ضرورة البحث بدأب ودون انذارات عن حلول وسط لتجاوز الازمة في سورية وغيرها من دول المنطقة. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية عقب لقاء جمع لافروف أمس برؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلية جامعة الدول العربية المعتمدين في موسكو ان اهتماما خاصا أعير للجوانب المعقدة للوضع في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في ضوء عمليات التغيير العميقة الجارية في المنطقة. وأشار البيان الى وحدة المواقف المبدئية التي تتبناها روسيا وأعضاء جامعة الدول العربية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني والتوصل الى التسوية في القضية الفلسطينية على أسس أحكام القانون الدولي المعترف بها. ولفت البيان الى أن أطراف اللقاء أعربت بصورة جلية عن اهتمامها المشترك بمواصلة تعزيز التعاون بين روسيا والدول الاعضاء في الجامعة العربية بما يحقق أهداف توطيد السلام والامن في المنطقة والنجاح في حل قضاياها الاساسية. وقدم لافروف وفق البيان ايضاحات بلاده تجاه ما يتعلق ببرنامج ايران النووي مشددا على وجوب انطلاق أعمال الاسرة الدولية في هذه المسألة من أهمية الاسراع في استئناف العملية التفاوضية مع طهران ونبذ اساليب المجابهة. وكان الدكتور رياض حداد سفير سورية لدى روسيا أكد خلال اللقاء أن الموقف الروسي ناجم عن الحرص على الشعب السوري وصيانة وحدة سورية وسيادتها. وأشار السفير حداد الى أن سورية ماضية في طريق الاصلاحات بدأب وثبات وبالجدول الزمني المحدد كما أنها جادة في اجراء الحوار الوطني الشامل الذي تعتبره المخرج الوحيد للازمة. من جانبه أكد فلاديمير جيرينوفسكي نائب رئيس مجلس الدوما رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي ان قرارات جامعة الدول العربية ازاء سورية خاطئة تماما وانه لا يجوز أبدا فرض أي عقوبات عليها. وقال جيرينوفسكي في حديث لمراسل سانا في موسكو امس اننا نقف ضد أي قرارات في مجلس الامن الدولي يمكن أن تؤدي الى تردي الاوضاع في سورية او فرض قيود على القيادة فيها. وأضاف نائب رئيس مجلس الدوما انه ينبغي على روسيا مساعدة سورية في الذود عن استقلالها الكامل مشددا على حق السوريين في العيش بظروف الامان التام في ظل قيادة الرئيس بشار الأسد. وقال جيرينوفسكي ان على روسيا انطلاقا من التجربة الليبية الاستمرار في اتخاذ مواقف صلبة فيما يتعلق بسورية والحيلولة دون التدخل العسكري الاجنبي فيها. وكان جيرينوفسكي دعا خلال مؤتمر صحفي عقده في مجلس الدوما امس حكومة بلاده للوقوف ضد أي قرارات يتخذها مجلس الامن ضد سورية أو ايران لافتا الى أن حزبه يعارض استخدام منظمة الامم المتحدة لالحاق الضرر بالدول الاعضاء كما فعلوا ازاء العراق وليبيا. ورأى رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي ان على بلاده استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الامن للحيلولة دون قيام أي دولة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى. وأضاف جيرينوفسكي ان من الاجدى لروسيا انتهاج سياسة براغماتية تنطلق من تحقيق مصالحها وعدم التعاون مع الامريكيين الذين يحتلون افغانستان منذ عقد واصلوا خلاله اغراق روسيا بالمخدرات الافغانية. وأشار رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي الى ان حزبه وقف ضد توقيع معاهدة سالت3 المتعلقة بتقليص الاسلحة الهجومية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة مطالبا الحكومة الروسية بعدم توقيع أي معاهدة جديدة معها وبالاصرار على حل حلف الناتو العدواني. من جهته أكد فيتشيسلاف ماتوزوف المحلل السياسي الروسي أن روسيا لن تتنازل عن دعمها المبدئي للموقف الذي أخذته سابقا حول الاحداث في سورية مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الاميركية هي التي تدعم التسلح ضد السلطة السورية. وقال ماتوزوف في حديث لقناة روسيا اليوم ان الولايات المتحدة وفرنسا تدربان المجموعات المسلحة في أراض تركية ودول أخرى وتقومان بارسال أموال ضخمة من ليبيا لتوفر الدعم المالي لها وهذا غير مقبول دوليا مؤكدا أن روسيا لن تتراجع أمام الضغوطات سواء من قبل الولايات المتحدة أو من حلف شمال الاطلسي أو من قبل دول عربية معينة بل ترجو من الاطراف في سورية الدخول في الحوار. واعتبر ماتوزوف أن قرار الجامعة العربية الاخير ينقصه الحل السياسي لافتا إلى أن هناك حربا اعلامية ضد سورية وبعض التصريحات الغربية تخرق القانون الدولي وتخرب ميثاق الامم المتحدة الذي يمنع أي دولة من التدخل في شؤون الدول الاخرى مؤكدا أن روسيا مع القانون الدولي ولن تتراجع عن احترامه. من جانبه قال الدكتور وائل جنيد رئيس الجالية السورية في روسيا ان الازمة التي تمر بالبلاد جمعت أبناء الجالية الذين التفوا حول الوطن وقيادته من اجل عزته ونصرته. وأضاف الدكتور جنيد في لقاء مع وكالة سانا ان الجالية التي يقدر عدد افرادها في روسيا بنحو عشرين الفا بينهم مابين 5000 إلى6000 سوري في موسكو سارعت منذ بداية الازمة إلى تنظيم العديد من الفعاليات التي وصل عددها إلى 76 فعالية على الارض مثل تنظيم المسيرات والندوات والمعارض والجلسات الحوارية مع ابناء الجالية وشرائح المجتمع الروسي وشخصيات المعارضة. وأوضح ان أهم الفعاليات كانت مسيرة التأييد لبرنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد حيث احتشد فيها ابناء الجالية وتم رفع علم روسي واخر سوري بطول 20 مترا وعرض 4 أمتار بمشاركة بعض الجاليات الارمنية و الاوزبكية والطاجكية وأحزاب وفعاليات روسية. وقال جنيد ان عددا من أعضاء قيادة الجالية اقترح فكرة هامة وهي تنظيم زيارة وفد ديني روسي إلى سورية والحقيقة كانت نتائجها مثمرة جدا حيث تمكنا من التنسيق مع الجهات المعنية لزيارة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا والذي أتى بزيارة تاريخية إلى سورية كان لها صدى طيب في روسيا. واضاف ان وفودا روسية كثيرة اتت إلى سورية وعندما عادت إلى روسيا عكست الواقع الذي تعيشه سورية للرأي العام الروسي ولاسيما ان هذه الوفود مؤلفة من عدة احزاب ومنظمات اجتماعية واعلاميين وشخصيات مرشحة للبرلمان. ولفت رئيس الجالية السورية في موسكو إلى ان الجالية شاركت أيضا بزيارة وفد من مرشحين للبرلمان الروسي و أكاديميين وطلاب واعلاميين الذي أعده فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في موسكو بالتنسيق مع الجهات المعنية في سورية. وقال ان أعضاء الوفد اطلعوا على حقيقة ما يجري في سورية بعدما رأوه في سورية بعكس ما تبثه وسائل الاعلام العربية والغربية حيث انهم قاموا بزيارة دمشق القديمة ومعلولا وصيدنايا وعندما سمعوا ان هناك مسيرة تأييد حاشدة في دمشق عادوا من معلولا ليشاركوا بها وذهلوا لما شاهدوه من حب الشعب لقائده ووطنه مضيفا ان أعضاء الوفد شاركوا بالهتافات وعبروا عن تأييدهم أيضا للشعب السوري والاصلاحات والقيادة السورية وأوصلوا رسالة محبة من الشعب الروسي للشعب السوري ووقوفه معه. وقال: بعد ذلك كانت المفاجأة الكبرى لهم عندما علموا أنهم سيلتقون الرئيس الأسد حيث استمع لهم لمدة ساعتين ونصف الساعة وطرح الوفد الاسئلة وسمع من سيادته ملخصا عن الوضع الذي تمر به سورية وكانت أجوبة سيادته شفافة وكان اللقاء وديا جدا. وأضاف ان الوفد زار أيضا مدينة حماة ورأى بأم العين ماذا فعلت العصابات الاجرامية بالمدينة من حرق للمؤسسات العامة والمخافر والتقوا مع فعاليات أكاديمية ومع محافظ مدينة حماة الذي شرح المراحل التي مرت بها المدينة خلال سيطرة المجموعات الارهابية عليها. وأشار إلى ان الوفد زار أيضا مدينة حلب حيث استقبلهم جماهير المدينة استقبالا شعبيا حاشدا من مدخل المدينة إلى ساحة سعد الله الجابري وفي اليوم التالي التقوا سماحة المفتي الذي رحب بهم وكان لقاؤهم به يأتي بالدور الثاني من الاهمية بعد لقائهم مع الرئيس الأسد وبعد ذلك توجه الوفد إلى اللاذقية والتقوا عددا من الاكاديميين في جامعة تشرين اضافة إلى زيارتهم أحياء من المدينة التي كانت تقول عنها وسائل الاعلام انها مدمرة ولكن ما رأوه كان مغايرا لذلك. وقال الدكتور جنيد ان الوفود السابقة التي أتت إلى سورية وعادت كان لزياراتها نتائج ايجابية حيث شارك أعضاؤها ببرامج حوارية تلفزيونية كذبت كل ما تعرضه قنوات التضليل اضافة إلى عدد من البرامج التلفزيونية التي اعدوها والتي كان أشهرها برنامج ماذا حدث وماذا يحدث قارنوا فيه ما بين الاعلام الغربي والعربي المفبرك والحقيقة حيث إنهم كانوا على الارض ورأوا ان الوضع هادئ وان الجيش يقوم بعمله حتى ان بعض الصحفيين أنتج فيلما وثائقيا عن سورية عرضته معظم القنوات الروسية والانترنت اضافة إلى ان هذه الوفود تضم مؤرخين وباحثين يقومون يوميا بنشر مقالات تنقل حقيقة الاوضاع في سورية. واشار إلى ان بعض الوفود كان يقيم مع الجالية السورية معارض وندوات لتبيان حقيقة الوضع في سورية.. وهذه الوفود لعبت دورا في الاعلام الروسي الذي كان في البداية ينقل أخبار سورية مستقاة من وسائل الاعلام المضللة الا اننا الان نرى هذا الاعلام يبث صورا لمسيرات التأييد وغير ذلك وهذا سابقا لم يكن يعرض كما اننا الان نستطيع ان نرى على وسائل الاعلام الروسية صور المسلحين ومجازرهم وغير ذلك من الحقائق. واضاف: هناك مشروع قيد الدراسة لاستقدام عدد اخر من الوفود حيث سنعمل في اقرب فرصة على التنسيق لزيارة وفد ديني اخر رفيع المستوى اضافة إلى وفد من المحاربين القدامى الروس الذين قاتلوا إلى جانب سورية عام 1982 اضافة إلى وفد من الجالية السورية في روسيا للتضامن مع وطنه. وأضاف: في البداية كنا نرى صعوبة كبيرة في اقناع الناس للمجيء معنا إلى سورية الا اننا الان نواجه صعوبة في تنسيق الوفد لكثرة الطلبات من شخصيات مهمة ترغب بالمشاركة وزيارة سورية |
|