|
استراحة الأسبوع مشى بخيل وابنه مع جنازة وكانت امرأة تنوح وتصرخ إلى أين يذهبون بك إلى بيت لا فراش فيه ولاغطاء, ولا خبز ولا ماء ? فقال ابن البخيل لأبيه: هل سيذهبون به إلى بيتنا ? فامتعض البخيل وقال : وكيف عرفت أيها اللبيب أنهم سيذهبون بالميت إلى بيتنا ? فقال الابن : لأن صفات المكان الذي تذكره النائحة لاينطبق إلا على بيتنا. الشمس والقمر سئل بخيل يوما عن أيهما أكثر فائدة الشمس أم القمر?. فقال: القمر أفضل من الشمس. فقيل له كيف ذلك والناس تذهب إلى أعمالها عند طلوعها وتعود عند غيابها? فقال: الشمس تطلع نهاراً والدنيا نور, أما القمر فإنه يبزغ ليلاً وينير الدنيا. ولا يكلفنا سراجا. عراف ذهب بخيل إلى عراف قارئ الكف وأعطاه مبلغا ضئيلا ليكشف له عن حظه. فأمسك المنجم بكفه وأطال النظر فيه. ثم قال له: إنك لم تتزوج. ولم يتزوج أبوك كذلك. فقال البخيل مندهشا: كيف ذلك. وابن من أكون إذن? فقال العراف : وهل من المعقول أن تكون من بني آدم ? أمه لا ترثه امتلك بخيل ثروة كبيرة ولم يكن له أولاد وليس له سوى أم. فقيل له : احسن إلى الفقراء. اكرم جوارك. فعندك مال جزيل وليس لك إلا والدة. وإن مت ورثتك فأفسدَتْ مالك. وإن ماتت قبلك ذهب مالك إلى من لا تعرف. فقال البخيل : إن أمي لا ترثني. قيل له : وكيف? قال : لأن أبي طلقها قبل أن يموت. |
|