|
استراحة الأسبوع والذي دفع المتابعين لهذه الظاهرة النادرة للقول: إن السماء تبتسم. وكثيرون كانوا قبل حادثة الاقتران لا يعرفون أن هذا الكوكب اللامع الذي يعكس ضوء الشمس هو الزهرة.ونجد في هذه الظاهرة مناسبة للحديث عن الزهرة أقرب كواكب المجموعة الشمسية إلى الأرض. بل هناك من اعتبره شقيقا للأرض نظرا لتشابه صفاته ومكوناته مع مكونات الأرض. فهو يشبه الأرض من حيث الحجم والتراكيب العامة عدا فقدان المياه والحرارة العالية. لقد راقب الأجداد الزهرة قديما. وكان يعطيهم مؤشرا على بدء النهار ونهايته حيث يطلقون عليه عندما يرونه قبل شروق الشمس نجمة الصبح. وعندما يرونه مساء بعد غروب الشمس مباشرة نجمة المساء. ونظرا لافتتان الناس بمنظره منذ آلاف السنين اعتبروه رمزا للجمال وأطلقوا عليه (فينوس ) اسم آلهة الجمال. والزهرة كما يرى العلماء كوكب ترابي كعطارد والمريخ. ولأن الزهرة أقرب إلى الشمس من الأرض فإنه يكون بنفس الناحية التي تكون بها الشمس عادة. ولذلك فإن رؤيته من على سطح الأرض ممكن فقط قبل الشروق أو بعد المغيب بوقت قصير. وتوجد على سطح الزهرة جبال معدنية مغطاة بطبقة من الرصاص تذوب وتتبخر في الارتفاعات الحرارية. وهو كوكب ذو رياح شديدة وتغطيه سحابة كثيفة من الغازات السامة تخفي سطحه عن الرؤية وتحتفظ بكميات هائلة من حرارة الشمس. ويعتبر الزهرة أسخن كواكب المجموعة الشمسية. و يشبه الأرض في البراكين والزلازل البركانية النشطة والجبال والوديان. والخلاف الأساسي بينهما أن جوه الحار لايسمح للحياة. إذ إن متوسط حرارته أقل من خمسمئة درجة مئوية بدرجة واحدة فقط. وأطلق الفلكيون أسماء أسطورية على بعض المناطق الجغرافية في الزهرة. فالقارة الشمالية تدعى عشتار تيرا. نسبة إلى عشتار آلهة الحب البابلية. ويقع فيها أعلى جبل ويبلغ ارتفاعه أحد عشر كيلومترا. وتدعى القارة الجنوبية أفرودايت تيرا. نسبة لآلهة الحب اليونانية. ومن الأسماء الحديثة: منطقتا ألفا وبيتا. ومنذ المحاولات الأولى لارتياد الفضاء وضع العلماء في روسيا وأميركا خططاً للوصول إلى الزهرة. وقد أرسلت في مطلع الستينيات مركبة اقتربت من الزهرة قبل نزول الإنسان على سطح القمر وأرسلت معلومات لم تكن معروفة من قبل عن الزهرة. واذكر أن مجلة الجندي الوحيدة في سورية آنذاك نشرت مقالا عن هذه المحاولة بعنوان (آلو.. أنا الزهرة ). أما أحدث مركبة علمية أرسلت للاقتراب من الزهرة فهي المجس الأوروبي (فينوس إكسبرس ) ورأى العلماء القائمون على المشروع أن رصد كوكب الزهرة قد يساعد في مكافحة التغير المناخي على كوكب الأرض. وتم إطلاق المجس من المحطة الفضائية في كازاخستان في تشرين الثاني 2005. واستقر في مداره حول كوكب الزهرة في نيسان عام 2006. وتظهر بيانات سجلها المجس صورة لكوكب ربما كان في مرحلة ما مماثلا للأرض. ثم تطور بعد ذلك بطريقة أخرى. فقد تأثر كوكب الزهرة بالاحتباس الحراري مع احتجاز أشعة الشمس والتي نجم عنها رفع درجة حرارة الكوكب. كما تشير بيانات المجس إلى حدوث البرق على كوكب الزهرة بمعدلات أعلى من حدوثه على كوكب الأرض.ويعتقد العلماء أن كوكب الزهرة ربما كان فيه في وقت ما كميات وافرة جدا من المياه. إلا أن الرياح الشمسية قد قضت على معظم هذه المياه خلال مليارات السنين الأولى من عمر النظام الشمسي. |
|