تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لقاء القلوب المفتوحة

شؤون سياسية
الجمعة 5/12/ 2008 م
هيثم صالح

عندما وصف النائب العماد ميشال عون رئيس تكتل التغييروالاصلاح اللبناني لقاءه مع الرئيس الأسد بعملية القلب المفتوح اكد حقيقة راسخة لدى اللبنانيين والسوريين والعرب عموماً,

حقيقة أن سورية كانت ومازالت تفتح قلبها للاشقاء لانها تؤمن أن الخلافات حتى الخصومات هي قضايا عابرة في حياة الامة وان التلاقي والتواصل والحوار والعمل العربي المشترك هي القضايا الاساسية والثابتة التي يجب العمل دائماً لتقويتها وضمان استمرارها لمواجهة ما يدبر من مؤامرات وما يحدق بالعرب في مختلف اقطارهم وبلدانهم من اخطار داهمة.‏

وبالرغم من أن زيارة العماد عون الى سورية تأتي في سياق طبيعي بعد القمة السورية -اللبنانية ولقاء الرئيسين ميشال سليمان وبشار الأسد التي مهدت الطريق لاقامة افضل العلاقات بين البلدين إلا إنها تكتسب أهمية خاصة لأسباب عديدة.‏

فالعماد عون شخصية وطنية لبنانية لها قاعدتها الشعبية الواسعة, والتي بقيت لفترة طويلة تعيش هاجس سوء الفهم والريبة تجاه الاشقاء في سورية, وبالتالي فإن هذه الزيارة ستزيل كل العوامل السلبية والمفاهيم الخاطئة التي كانت سائدة وستؤسس لمرحلة جديدة من التواصل والانفتاح بين الشعب اللبناني وشقيقه في سورية.‏

وأما السبب الثاني فإن العماد عون يستحق التكريم والحفاوة التي استقبل بها رسمياً وشعبياً لمواقفه الوطنية الشريفة الداعمة للمقاومة والممانعة والمعادية لاسرائيل العدو الوحيد للبنان والأمة العربية والمؤمن دائماً بأن لبنان يجب أن يبقى جزءاً لايتجزأ من محيطه التاريخي وعمقه العربي الأصيل.‏

وأما السبب الثالث والأهم فيكمن في شخصية هذا الرجل الذي لايعرف الخداع والمراوغة والمناورة, الصادق مع نفسه ومع الآخرين والذي لم تتلطخ يداه يوماً بمصافحة العدو أو التعامل معه أو التآمر على سيادة وطنه واستقلاله كما كان يفعل الآخرون الذين كانوا يتقلبون وفق أهوائهم ومصالحهم الشخصية الضيقة.‏

لكل ذلك يمكن القول إن هذه الزيارة جديرة بحق أن توصف كما قال عنها الجنرال زيارة القلوب المفتوحة وتنقية الوجدان اللبناني والسوري من كل ما علق بهما من أشياء أليمة والمستقبل كفيل بتأكيد ذلك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية