|
شؤون سياسية ولو أننا اتبعنا مجريات الأحداث منذ أكثر من عام ونيف, وتحديداً من بعد الهزيمة التي تلقاها الاحتلال في الجنوب اللبناني لوجدنا أن ثمة رغبة مجنونة في البحث عن فرصة (استرداد شيء من ماء الوجه الصهيوني العسكري) الذي أراقته المقاومة اللبنانية خلال صيف 2006 وعليه واتباعاً لمنهج (التحضير للهجوم) فإن القصف الصهيوني-الممهد للهجوم-ليس إلا (تشديد الحصار على أكثر من مليون ونصف المليون من أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع والسعي إلى خنقهم أو (تدويخهم) لكي تشل حركة مقاومتهم الهجوم المرسوم. والتهيئة لن تكتمل إلا بتوفير غطاء (الصمت) على المخطط وما يعقبه- وهذا يجب أن يشمل: أولاً: الضفة الغربية عبر الإفراج عن عدد من المئات لمناسبة عيد الأضحى المبارك) ووعد باستمرار الحوار- مع السعي لتوفير مناخ ملائم تعود غزة عبره إلى (بيت الطاعة) نادمة على اختيارها الديمقراطي وعلى تصديقها فرية (الانتقال السلمي للسلطة) مع الإقرار بأن الدولة الفلسطينية ليست موجودة إطلاقاً- إلا في المخيلة أو في (الهواء). وثانياً: إيصال الوضع في القطاع إلى حافة الاستسلام قبل الشروع في الهجوم العسكري معنوياً ونفسياً. ولعل الايغال الصهيوني في قطع كل سبل الحياة عن أهلنا في القطاع- واستغلال الصمت الدولي والعربي- أيضاً- والفشل العربي في التوصل إلى صيغة مقبولة للحوار الوطني الفلسطيني بين رام الله وغزة- كل هذا يبدو التمهيد الذي يراهن عليه المحتل وجنرالاته لارغام أهلنا في القطاع على الاستسلام. وثالثاً: ثمة مراهنة صهيونية على (انفلات الأوضاع نهائياً) في القطاع من بين اليد بحيث يرغم الحصار ونتائجه الناس على البحث عن أي (حبل خلاص) مما هم فيه, وهذا الرهان فاشل أصلاً لأنه يتجاهل طبيعة الشعب العربي الفلسطيني من جهة ويقفز من فوق الاستعداد الشعبي الفلسطيني الممهور بالدم وبالثورة والانتفاضتين والتضحية بالروح على المهانة والاستسلام للمحتل, من جهة ثانية لكن- ومن جهة أخرى- ينبغي عدم التقليل من مخاطر الهجوم (الواسع) الذي لوح به باراك ونائبه مراراً- وإلى درجة أن الصحافة الصهيونية في تل أبيب (بشرت) بقربه. ومعنى ذلك أن السؤال لم يعد: هل يقدم المحتل الصهيوني على شن هجوم موسع على قطاع غزة? بل أصبح: متى يفعل ذلك? هل ينتظر إلى ما بعد (عيد الأضحى) أم تراه يسبقه?. أم إنه ينتظر انتهاء فترته ثم يباشر هجومة. وقد يتساءل المرء: أين مبررات العدوان? والجواب الجاهز هو: هناك صواريخ تسقط من القطاع على (مدن إسرائيل المحايدة للقطاع ومستوطناتها), ولن يعدم الصهاينة إجابة عن السؤال الآتي: هل نفذتم ما عليكم من التزامات التهدئة المتبادلة? وسيقولون: كيف والصواريخ تنهال على (مواطنينا) من القطاع?. وإذا قيل لهم: لماذا لا تقبلون باستكمال اشتراطات التهدئة ما دامت الفصائل الفلسطينية كلها مستعدة للتنفيذ لقالوا: الفصائل من خرق التهدئة ونحن يجب أن نحمي (مواطنينا) من صواريخهم. الذرائع جاهزة- والعوامل المشجعة متوافرة تماماً: في مقدمتها: الدعم الأمريكي الدائم للاحتلال (أكان من الإدارة المنقلعة أم الإدارة القادمة) والصمت الدولي والشلل العربي وتحويل القضية القومية المصيرية للعرب إلى مجرد (مشكلة إنسانية) تنتهي حال إيصال معونات إنسانية إلى القطاع- وإن كانت من أوروبا أم من أرجاء الوطن العربي. أما السؤال عن (المعابر) فهو محرم تماماً إلا حين تعلن الفصائل كلها قبولها اشتراطات المحتل- وهي سلسلة من الاشتراطات لها أول وليس لها آخر وأخطر ما فيها أنها تلقى الدعم من أطراف عربية ومن أطراف فلسطينية أيضاً. nawafabulhaiga@yahoo.com |
|