تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معاكسة الشارع.. واقع مفروض على بناتنا ..?!

مجتمع
الجمعة 5/12/ 2008 م
هزار عبود

عبارات أصبحت تتردد على ألسنة شباب كثير (يسلملي الحلو) (تمشي على رمشي) وخصيصاً لطالبة جامعة (ياريتني الكتاب يلي بإيدك) وغيرها من الكلمات والمصطلحات

التي لاأستطيع جمعها وبعضها الآخر يخجل قلمي من كتابتها هذا ماأسمعه وتسمعه بنات جيلي وكأنه أصبح الخبز اليومي أو الواقع المفروض الذي لابد من الخضوع له ولايمكننا إلا أن نكمل طريقنا دون انتباه لما نسمعه أو أننا سنمضي يومنا برد عليهم فما الذي يدفع شبابنا لإلقاء هذه العبارات? وما المتعة التي يحققونها في ذلك?‏

فنحن تربينا في مجتمع ما ميزه عن بقية مجتمعات العالم بأنه شرقي له أصول وأخلاقيات ومبادئ تربينا وترعرعنا عليها فمنذ القديم كان ابن الجيران هو الذي يحمي ابنة حيه ويكون كالسيف المسلول في وجه كل من يعترضها لأنه يعتبرها عرضه ولكن في أيامنا هذه انقلبت الموازين واختلفت المعايير الأخلاقية فبات ابن الجيران هذا هو أول من يتلفظ بتلك العبارات أو هو الذي يتلصص من نافذته أو شرفته.‏

صحيح أننا في عصر حقق تطوراً هائلاً علمياً وتكنولوجياً ولكنه شهد تراجعاً واضحاً في أخلاقياتنا وسلوكياتنا.‏

فبينما كنت أمر بأحد شوارع مدينتنا لفت انتباهي مجموعة من الشباب بجانب إحدى المدارس يحملون موبايلاتهم ويضحكون ويراقبون كل فتاة تمر من أمامهم فتقدمت منهم ورغبت بدردشة معهم وفجأة تحولوا إلى أناس محترمين يرغبون بتقديم أي مساعدة لي ويتحدثون معي بكل احترام فلم يكونوا بالسوء الذي تصورته عندما رأيتهم وعندما سألتهم عن سبب وجودهم هنا? وماالذي يفيدهم في مراقبة الفتيات?‏

أجابني أحمد (كوافير) حيث قال:‏

أعتقد أنه لايوجد أحد منا لايحب الجمال فعندما تمر فتاة جميلة لاأستطيع إلا أن أعبر عن ذلك ولو بكلمات.‏

أما خالد وهو طالب قال:‏

بالنسبة لي أرى أن الفتاة هي التي تجعل الشباب يعاكسونها أو (يلطشونها) إما بطريقة ملابسها أو مشيتها التي تحمل الغنج والدلع.‏

ورامي يقول:‏

إنني أقوم بمعاكسة الفتيات اللواتي يعتقدن أنفسهن جميلات وينظرن إلى آخرين بترفع وهو مايجعلني أرغب بإزعاجهن.‏

وعن هذه الظواهر السلوكية التي باتت تتعرض لها الفتيات بشكل يومي يحدثنا الدكتور يوسف لطيفة اختصاصي بالأمراض النفسية حيث يقول:‏

توجد دوافع كثيرة وراء هذه الظاهرة ولكن الدافع الرئيسي والمهم خاصةً في مرحلة المراهقة هو عدم نضج الشخصية فيلجأ المراهق إلى اختراق أو اكتشاف الشيء المجهول بسلوكيات غير صحيحة منها الكلمات البذيئة أو التحرش الأخلاقي أو الجنسي.‏

وهذا الموضوع يتعلق غالباً بالنواحي الأخلاقية عند الشباب فتكون تربيتهم أخلاقية غير صحيحة ويقدمون إلى مثل هذه السلوكيات المضطربة.‏

وهنا يجب على الأهل أن يغرسوا في أبنائهم تقدير الآخرين واحترام مشاعرهم وحرياتهم وعدم التعدي عليها وهو ماأكده الدكتور يوسف لطيفة قائلاً:‏

إن النوعية أساسية عند الشباب وهي أن نحاول مخاطبته بمستواه أن نشرح له أن هذه الفتاة قد تكون أخته وهنا نضع الشاب أو المراهق تحت المسؤولية.‏

أما الجانب الثاني فهو أن نعرّفه بالأضرار والاشكاليات التي يقع فيها ومنها اشكاليات قانونية فالقانون لايحمي المتحرش. والجانب الثالث والمهم هو أن نوضح له المخاطر الصحية والاجتماعية الناتجة عن أي تحرش أو علاقة غير صحيحة.‏

وللأهل دور كبير في مثل هذه الحالات وذلك عبر التوعية والمراقبة والحوار الدائم مع أبنائهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتوعية ابنهم أن هذه المرحلة التي يمر بها هي مرحلة فيزيولوجية طبيعية وفيها قد يكون لديه رغبة بالحديث أو التقرب من الجنس الآخر ولكن يجب أن يكون ذلك ضمن ضوابط وحدود أخلاقية معينة, وإذا كانت لديه رغبات زائدة يمكن أن يفرغها عبر نشاطات أخرى مفيدة كممارسة الرياضة أو تعلم الموسيقا أو المطالعة, فكل هذه الوسائل يمكن أن تفرغ الدوافع التي يمر بها المراهق بشكل إيجابي ومفيد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية