|
الصفحة الأولى وماكانت الطعنة يوماً إسرائيلية بل رسمت ملامحها في جرح العراق، بفراغية السياسة الخليجية، ووجدت طريقها عبر خصر الإمارات والبحرين والسعودية.. ليصبح العراق مرتين من وجهي عملة النفط (الإرهاب والتقسيم) فترفع «بورصة» تل أبيب السياسية وتخسر العروبة مزيداً من ماء المروءة وتتوه قصائد مظفر النواب مابين القدس وبغداد يوم بات مصير عروس عروبتهم نموذجاً لتآمر الخليج في كل عواصم المقاومة العربية. ماذا يفعل العرب هذا الصباح.. يطلبون من العراق أن تصمت صوناً للديمقراطية ويفتحون صناديق «الاستفتاء» على صمت مروع ترحيباً «بالدولة الكردية» أول الواصلين من مشروع الشرق الأوسط الجديد ومن إنجازات الصهيونية، واذا تبرأ الجميع من « العملية الكردية» فبصمات الخليج وبعض العرب على مصافحة نتنياهو كفيلة بأن تفضح الجاني الذي رتب المشهد منذ غزو العراق وحتى غزو داعش «لبلاد الشام والرافدين» لنشهد اللحظة بأن التقسيم بات «استقلالاً» والمقاومة العربية جناية يعاقب عليها الخليج إما بالاعدام الإرهابي أو مؤبد سفك الدم العربي في المواجهة .. ماذا يفعل العرب هذا الصباح.. يسمعون صياح شهرزاد ولا تزيدهم الحكاية إلا شهوة أخرى للسفاح مع ذوي القربى الصهيونية وارسال هذا المشهد الاباحي هدية مجانية لإسرائيل يصلها فوق كنز النفط من كركوك يوم وعدها البارزاني «بمكافأة نفطية» اذا تمت العملية خاصة ان المتزعم الكردي وعشية الاستفتاء لم يستح ان يصعد على المنبر ويتحدث عن أن هذه الخطوة هي الأولى في أميال المشروع العرقي.. فتبتسم «تل أبيب» وتفرح لأن مافقدته في سورية تعوضه اليوم في العراق وإذا هي فقدت حصتها في الجنوب السوري فلم يخذلها الأكراد في الشمال وما بعد كردستان هي «روج آفا» والحبل الإسرائيلي على الجرار الخليجي ولكن. ماذا تفعل سورية هذا الصباح.. هي لا تقاوم فقط في دير الزور، فيدها تمتد لصباح العراق وهي اللاعب الإقليمي الوحيد بين كل اللاعبين الذي يشد الخنجر صوناً للعرض العروبي وتخلع السكين من فوق الخرائط على امتداد المشهد وتخرج كل زناة الليل من حجرة السياسة في المنطقة حين انكشف وجه واشنطن في مكافحة الإرهاب والتقطت الصور روسياً لتنفضح احداثيات القوات الأميركية في سورية وهي تتفيأ بخيم داعش فلا ضربات للتحالف الدولي على أماكن الوجود الإرهابي في دير الزور وفي الرقة بل بات الجندي الأميركي ضيف «الكرم الداعشي» وما حصلت قوات سورية الديمقراطية «قسد» على حصة من الرقة إلا بتنازل أتباع البغدادي لصديق الصديق الأميركي.. هذا اللاعب الكردي الذي تحركه واشنطن وإسرائيل من العراق الى سورية وتضرب به من كان ضدها سورياً وعراقياً وإيرانياً ومن كان معها حليفاً تركياً.. هو ورقتها الأخيرة في المقامرة «العربيعية» فإذا كان تشرين درساً سورياً لإسرائيل .. نتمنى أن يصبح أيلول اليوم درساً لن ينسى في مقاومة العراق لمشروع كردستان الإسرائيلي.. أما بعض العرب فاتركوهم نياماً.. فنوم الظالمين عبادة.. |
|