|
نافذة على حدث والاحتلال عندما يجرّ ذيول الخيبة بجد الحجج للانسحاب، بعدأن يفهم مقولة أن الحرب سجال، وربما ستظل أسباب الانسحاب الأميركي من العراق، عقوداً من الزمان غير مناسبة لاطلاع الجمهور الأميركي عليها! لاشك أن للمقاومة العراقية اليد العليا في هزيمة أميركا في العراق. العراق الذي كان باعتراف الدوائر الغربية الشرارة الأولى لضرب العالم العربي وتقسيمه وزجه في سلسلة من كل مظاهر الفوضى التي تجعل الإنسان العربي لامهنه له ولاعلم عنده ولا اختصاص سوى حمل السلاح ضد أبناء بلاده، ليظل البعد الإنساني حاضراً للتدخل بأبخس الأثمان ودونما خسائر تذكر. والدوائر الاستخبارية والمؤرخية والاستراتيجية الغربية تعي تماماً أن البعد الإنساني في حروب دول الشمال التي دأبت على السرقة واللصوصية، مجرد خدعة عملاقة تأتي في أيامنا في مقدمة الذرائع التي طورها الغرب أخيراً في عقائده، ولاسيما عقيدة المؤامرة، من أجل التدخل والاحتلال. وبين الذين استهوتهم الرواية الغربية المضللة، والذين يرتمون في أحضان المؤامرة من خارج الدائرة الغربية، رب من يقول إن »نظرية المؤامرة« غير موجودة. لسنا نحن السوريين من اخترع اللاحقة اللغوية الغربية (isme) التي تضاف إلى اللغات الأوروبية كلها لتعطي المفردة مفهوماً عقائدياً أو فلسفياً.. فعقيدة المؤامرة قائمة في دماء من ينهب ويسرق شعوب الجنوب ويعمل على إضعافها منذ عشرات السنين، باستلاب الضمائر وشراء الذمم. والتاريخ لايحتاج إلى براهين رياضية. ومن باعوا أنفسهم بحفنة من الدولارات واستلبت ضمائرهم ليس صعباً إلقاء اللثام عن أطماعهم. فانظروا كيف يقوم مجلس اسطنبول، وليس بالمجان، عن إعلان أنه سيعادي إيران وحزب الله وكل المقاومات العربية، وبالتالي فهو يعادي سورية لأنها على رأس قوى المقاومة، وكل ذلك لمصلحة إسرائيل والغرب. والشعب السوري يقظ ولن ينام أمام هؤلاء الخونة ولا أمام عقائد الغرب ومؤامراته، فحاضرنا يكشف نياتهم، ونيات الفضائيات المستعربة والأعراب الذي نقول لهم مهلاً، وهونوا على أقلامكم وتقاريركم التي تنطق بالباطل، فالمستقبل ليس في مصلحة من يستعيدكم ولا في مصلحتكم. |
|