|
ثقافة وهذه مهمة وطنية قبل أن تكون فنية. فلدينا كنوز موسيقية وغنائية بحاجة إلى نفض الغبار عنها وتقديمها للجمهور فرقة دمشق هذه أحيت أمسية موسيقية غنائية على مسرح مجمع دمر الثقافي، قدمت فيها باقة من المقطوعات الموسيقية والأغنيات التراثية السورية. في القسم الأول من الأمسية قدمت الفرقة ستة أعمال موسيقية، خمسة منها من تأليف رامز غنيجة والسادسة (رقصة ستي) هذه المقطوعة الموسيقية الشهيرة بعود عمر النقشبندي. وكان يكفي أن يقدم رامز مقطوعة أواثنتين من تأليفه، ثم يقدم أعمالاً موسيقية لموسيقيين سوريين كبار أمثال عزيز غنام وسامي الشوا ومصطفى هلال للتعريف بأعمالهم الموسيقية. في القسم الثاني كان من المفروض أن تغني المطربة الشابة مرح عربي، لكن التيار الكهربائي انقطع في المسرح، فأطل علينا المطرب وضاح اسماعيل بعد غياب طويل. فغنى بدون ميكرفون ليكشف لنا عن قوة صوته وقدراته فقد كان صوته يملأ الصالة. قدم وضاح بعض الأغنيات الحلبية مثل (ع الدود الدوم) و(قدك المياس)، ثم غادر المسرح لتدخل مرح عربي ابنة الخمسة عشر عاماً وتشدو بأغنية (شو بيصعب عليّ) لملحننا الكبير الراحل ابراهيم جودت وصاحبة الأغنية الأصلية مها الجابري، ثم قدمت مرح بعض الأغنيات الفولكلورية الساحلية. وهذه ثاني مرة لمرح، والمرة الأولى كانت مع التخت النسائي السوري في قصر العظم في الصيف الفائت،وهي تتمتع بصوت جميل وأداء جيد. وإذا مالاقت الرعاية الكافية يمكن أن تصبح مطربة يشار إليها بالبنان. بعد مرح اعتلى وضاح اسماعيل المسرح ثانية، وقدم أغنية وطنية بعنوان:(شمسك ياسورية) كلمات رياض اسماعيل وتلحين وضاح نفسه. والأغنية جميلة بمعانيها وأدائها. وتستحق أن تذاع يومياً من إذاعاتنا. فكلماتها تحمل معنى الصمود والشموخ والكبرياء ولحنها جميل وقوي. بعد ذلك قدم وضاح أغنية (لزرعلك بستان ورود) تحية إلى صاحب الأغنية فؤاد غازي، والأغنية من كلمات حسان يوسف وتلحين عبد الفتاح سكر. وختم وضاح وصلته بالأغنيات من التراث الدمشقي مثل (بالي معاك) و رائعة أبي خليل القباني (يامسعدك صبحية)، وكان مسك الختام مع رائعة بكري الكردي (ابعت لي جواب وطمني) التي طرب الجمهور معها كثيراً، وخاصة بأداء وضاح الجميل لها والتفريدات التي قام بها أثناء أدائه الأغنية. ورامز غنيجة موسيقي مجتهد ومتمكن يجيد العزف عل عدة آلات موسيقية، منها العود والكمان والبزق والغيتار، واقام عدة حفلات لها. وهو ملحن ومؤلف موسيقي. ويؤكد مشروعه من خلال فرقة دمشق للموسيقا العربية على إحياء التراث الموسيقي والغنائي العربي السوري الذي أصبح مجهولاً لأجيال هذه الأيام. |
|