|
ثقافة ويسعى النادي ضمن أهدافه إلى إحياء العلوم العربية، والثقافة واللغة العربية من خلال لجان ثلاث متخصصة بعد أن وجد القائمون عليه أن ثمة تراجعاً كبيراً في الأداء اللغوي، قد تفشى بين فئات الشعب وهذا مؤشر خطير وخصوصاً أن اللغة تمثل هوية الأمة.
الوعي القومي.. حاجتنا الأولى ويرى د. سهيل الملاذي رئيس لجنة اللغة العربية في نادي الإحياء العربي أن المسؤولية كبيرة جدا تلك التي يجب أن نحملها بعد ما نشاهده من تراجع في الجوانب العلمية والثقافية واللغة العربية والوعي القومي فكثير من الشعوب العربية بدأت تميل إلى التغريب وتنكر ثقافتها وأصولها وهذا ما يفقدها هويتها مايدفعنا اليوم للبحث عن مشروع تنويري جديد لإعادة الوعي وتسليط الضوء على هذا التراث السابق ليس من أجل أن يكون عبئاً علينا بل من أجل أن نستوحي منه ومن ثم ننطلق إلى مستقبل مجيد لأننا الآن في أمس الحاجة إلى هكذا مشروع. وفي النادي نعمل على محوري اللغة العربية والعلوم لكي نساير عصر الاتصالات والمعلومات على تسارعها، وعلى الثقافة العربية أن تكون مسلحة بوعي كامل لدورها في هذا العصر التنويري، القومي ، العربي لكي يعيدوا للحضارة العربية ألقها من جديد.. وخصوصاً أن العرب هم مستهدفون في هويتهم وقوميتهم وعروبتهم وتراثهم وأصالتهم وفي دورهم الحضاري وأن مؤامرة تحاك ضدهم لينحسر دورهم وتحل مكانهم العولمة.
ويعرض د. الملاذي إلى كتاب الوعي القومي لقسطنطين زريق الذي حدد فيه رسالة الأمة العربية وتقوم على معرفة ماضي الأمة معرفة صحيحة ومنهم العوامل الطبيعية أو التاريخية التي كونتها حتى جعلتها في حالتها الحاضرة والكشف عن مصادر قواها الروحية الخاصة.. ومن ثم يلتفت الإنسان إلى العوامل التي تشكل الأمة العربية وهي: اللغة والثقافة والتاريخ المشترك. لأن فهم هذه العناصر هو أول واجب قومي يكشف عن روح الأمة ويوضح جوهرها. هذا إلى جانب فهم الغرب وإدراك حقيقته لنحسن مجابهته وألا نؤخذ بمظاهره البراقة وما ينتجه من أدب وعلم فحسب وننشغل عن جوهر الغرب وقوته الحقيقية التي تقوم على نظام انتقادي خلفته الثورة الصناعية الحديثة وترمي إلى الاستغلال. نحتاج إلى إعادة بناء التشكيل العربي ويرى د. هاني الخوري أن مفاهيم النهضة والحداثة لا تختلف بين عصر وآخر لكنها تكتنز بمزيد من المفاهيم ،وأظن أن التحديث الفكري الذي يحدث مساحة للعقلانية والتحليل الفكري وقضية كسر التابو والتفكير النقدي التحليلي الذي أثر به ديكارت وسبينوزا ولابينيتز هو مساحة لم توجد في العقل العربي إلى الآن كما تحدث محمد عابد الجابري أو محمد أرغون أو حنين بركات في تعريفهم للمجتمع العربي وبالتالي فلحظات الحداثة التي مرت بالوطن العربي هي لحظات هامشية لم تستطع أن تخترق عمق العقل العربي وتحرير طاقاته لاكتشاف مشروع نهضوي عربي متكامل وبالتالي كان هناك نهضويون عرب ولم يكن هناك نهضة عربية ودخلنا مراحل سياسية ظلامية مختلفة ومنها الاستعمار الغربي للمنطقة العربية لذا كانت فترة التحرر العربي في بناء الدولة الوطنية متعثرة من الاستبداد السياسي ولم تكن فيها مساحات الحرية السياسية الكافية لإطلاق طاقات الفكر العربي وبالتالي فنحن أنتجنا متعلمين وليسوا مثقفين في كوامنهم الجهل وبالتالي ليس لدينا علماء حقيقيون. وللانطلاق في عصر نهضة عربي حديث يجب أن نفكر في إعادة البناء والتشكيل العربي بشكل نقدي تحليلي للواقع كي نستطيع أن نبني حداثة عربية أصيلة تصل إلى مستوى من التوحد في المشروع والرؤى والطاقات عندها نستطيع أن نشارك في لعبة الحضارة العالمية من خلال ميزاتها فنعود إلى التراث ونستكشف ماهو الغث السمين فيه ،وما خصوصية الشخصية العربية في العمق، ليس الخصوصيات المريضة بل الثمينة القادرة على تشكيل شيء من القيمة في هذا العالم المعرفي وتنطلق بسرعة لتبني شخصيتها. آراء من الحضور د.علي دياب أستاذ في جامعة دمشق كلية الآداب يرى أن ماصدر عن مجلس جامعة الدول العربية لا يرفعنا إلى أن نجحد أو نكفر بالعروبة لأن هذه الأنظمة التي توصلت إلى قراراتها لا تمثل العروبة وإنما نحن في سورية العربية وفي دمشق ننظر إلى أنفسنا وللعالم العربي وينظر إلينا كقلب العروبة النابض وهذا يزيدنا تمسكاً وتشبثاً بهويتنا القومية العربية وبإيماننا بقضيتنا. ويرى زهير غنوم مؤسس المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سورية أن تتحول هذه الندوات إلى طاولات مستديرة يجتمع فيها المتحاورون من المثقفين والنخبويين لصنع أشياء جديدة حسب قراءة الواقع بصدق وأمانة. ويرى د.يوسف سلامة أن نجاح مشروع النهضة العربية أو إخفاقه يتعلق باعتبارات عديدة أهمها إعادة النظر في هذا المشروع من جذوره وإن اخفاقات مشروع النهضة يتجلى في إخفاق المشروع التنموي والمشروع الاقتصادي وإخفاق المشروع الثقافي الحضاري وفي إخفاق المشروع السياسي بصفة خاصة، وأن المشروع السياسي هو الحاضن للمشاريع الأخرى وبما أن المشروع السياسي لم ينجح في أن يحقق الشروط الضرورية للتنمية المتوازنة التي تحقق العدالة في التوزيع والعدالة في الإنتاج ولم ينجح في إنتاج ثقافة جديدة. فعندما لا توجد الشروط الضرورية لإنتاج هذه الثقافة العصرية الجديدة التي تتجاوز الثقافة التقليدية ولا تنجح في إنتاج بنى اقتصادية عصرية متطورة فإن النتيجة هي التي نصل إليها أي إعادة النظر جذرياً في المشروع السياسي العربي. |
|