تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طفلك مضاد حيوي للطلاق..

طفولة
الأحد 4-12-2011
ملك خدام

قالت لي: اختلفت مع زوجي اختلافاً جذرياً، أخفقت فيه كل الحلول والحيل، ومحاولات رأب الصدع ووساطات تقريب وجهات النظر من الأقارب واتفقنا أخيراً على الطلاق،

وحزمنا أمتعتنا للفراق، وعند الباب.. تذكرنا معاً شيئاً مشتركاً كنا في غمرة خلافاتنا قد نسيناه فالتفتنا نحو الخلف، لنرى طفلنا ينظر إلينا مندهشاً غير مصدق ماحدث وراح يسألنا بعيون دامعة قبل أن يجهش بالبكاء: ولكن ..ماذا عنّي؟!.. عندئذٍ-تقول- شعرت أن دموع طفلي المنهمرة من عينيه كغمامتين مثقلتين بحملهما في أوج الشتاء، قد أذابت لوح الجليد الفاصل بيني وبين زوجي، كما تحولت يداه الدافئتان الممدوتان نحونا باستجداء، إلى جناحي حمامة سلام، ضمتنا وإياه معاً، فتلاشى فجأة من بيننا- الصقيع- ونسينا في لحظة مانشب بيننا من خلاف وعدلنا عن فكرة الطلاق، وصرنا منذئذٍ نحاول جاهدين حل خلافاتنا العارضة بأنفسنا بلاتدخل من أحد أو وساطة، كما صرنا نسعى ونحن نخجل من دموع طفلنا إلى رأب الصدع بيننا، ورتق الشرخ الكبير الذي كاد يطفىء كما الشمعة بسمة أغلى مخلوق في هذه الأرض على قلبنا.‏

أتدرين؟! - تسألني- لقد اكتشفت حينئذ أن الأطفال مضاد حيوي للطلاق، وكابح جيد في خلافاتنا الزوجية للانفعال والغضب، كما أنهم قوات جميلة وفعالة للتدخل السريع قبيل الوقوع- بأبغض الحلال- فأردت منك أن تنقلي عني هذا الموقف الأثيري- المؤثر إلى كل الآباء والأمهات ليدركوا ولو متأخرين- أن هذه المخلوقات الشفافة الصغيرة تتمتع بقوة كامنة عجيبة في حل استعصاء أي خلاف زوجي حتى على الصعيد السياسي إن شئت هم قوة ضغط ناعمة، وخير داعٍ للسلام فمن أجلهم فقط وهبت ووجدت الحياة، ومسؤولية كل مخلوق على هذه الأرض أن يصون براءة بسمتهم ويعبر بهم بأمان نحو ضفة المستقبل..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية