تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


افتح يا سمسم..

مجتمع
الأحد 4-12-2011
سوسن صالح عيسى

ماأجملها سنوات العمر! حين تقيم في منازل الأمس ، تمر سريعاً لكننا نذوب حنيناً لتلك اللحظة تجمعنا صغار الوطن أمام شاشة صغيرة .. تتسمر الروح بدهشة وفي الساعة الرابعة يحين الموعد..

وبكل فرح الدنيا نستقل عربات الوقت في قطار الخيال.. قطار افتح يا سمسم .. حيث يطوف بنا في ربوع الوطن العربي وعواصمه .. ومن دون تأشيرة دخول أو بطاقة سفر « حسبك أنك مواطن عربي» نجوب فيه مدن الجمال .. تتسابق أعناق الورد من النافذة والنسيم العليل يثير شهيتنا للنظر خارجاً.. الأهرامات تقبع هناك حارساً أميناً لمصر الجميلة.‏

وفي الخرطوم يحدثنا النيل عن أجمل ما شاهد في رحلته الطويلة وقصب السكر يصغي ويزداد حلاوة كلما أصغى.. واحات ليبيا تخبئ في ذهب رمالها وجه عمر المختار .. وتونس الخضراء ترسل غابات الزيتون لاستقبالنا .. قرطاج يغني الحب وسوسة وصفاقس ترقصان فرحاً .. جزائر السحر تتزين بخوذة طارق بن زياد ، وفي المغرب الشمس لا تستطيع المغيب إنها تحيك للفتيات زياً مغربياً أخاذاً .‏

يصفر القطار في اليمن السعيد وبلقيس مازالت هناك تروي قصة سد مأرب وعند قبر الرسول الكريم في أرض الطهر يحطّ القطار رحاله.. نصلي لقدسنا الأسيرة للمسجد الأقصى ولقبة الصخرة ليافا.. وحيفا وعكا وسهول الجليل لنشارك صغار العصافير درب الرجوع لعش الانتظار . مسقط وجيبوتي تحضران الحنة وحليّ العرس.‏

ونغسل يا نهر الأردن وجوهنا بمياهك القدسية فتبتسم لنا مدينة الصخر .. البتراء.‏

أشجار النخيل في العراق تبقى شامخة يضفر جدائلها دجلة .. ويكحل جفنيها الفرات تل يغيب وقمة تبدو،، هاك لبنان الأبي .. على أكتافه يحمل الزيتون والسنابل قلعة بحصور .. صخرة جبل عامل وأشواق الشعراء تدفن حنينها في غابات الأرز، وتسافر بنا مغارة جعيتا الى اعوام الدهشة.‏

ويهمس بوح الياسمين لقطارنا .. إنها دمشق .. قارورة العطر .. دمشق السر الإلهي .. خضراء العينين.. أبدية الصبا.. يلف خصرها بردى ويتوغل حاملاً عطرها الأزلي.. دمشق هنا يحط الحمام.. ليرتاح قليلاً فقد حمل من هنا رسائل السلام .. سورية الضيعة السحر تسقي وتعصر لا تمل عطاءها كوباً ونشوة.. سورية قلعة الصمود وآخر القلاع .. فأين مدني الحبيبة؟.. أين وطني الجميل؟..‏

افتح يا سمسم أبوابك أريد أن أشاهد وطني العربي ..‏

لقد اشتقت إليه كثيراً!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية