|
مجتمع شكاوى أبنائهم من الم ظهورهم وهم في عمر الورود فيتساءل الآباء لم هذا الكاهل الكبير الواقع على عاتق الأبناء اليوم..؟. فمع بداية العام الدراسي الجديد فإن الكثير من الأهل يخافون على أولادهم من حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة والجلوس لفترة طويلة على مقاعد المدرسة.. فيرى الطلبة أنهم ما إن يدخلون غرفة الصف حتى يشعروا بأن حملا كبيرا انزاح عن ظهورهم لكن آثار التعب من حمل الحقيبة يوميا يجعلهم يكرهون الذهاب إلى المدرسة بل إن بعضهم يرمي الحقيبة أمام المنزل قبل أن يدخل بسبب ثقلها ..
«محمد خليل» أب لثلاثة أبناء في مدارس ابتدائية أكد خوفه على أبنائه من إصابتهم بانحناءات في العمود الفقري بسبب ثقل الحقائب المدرسية وحملهم جميع الكتب المقررة إضافة إلى دفتر لكل مادة ما يسبب الحمل الزائد على التلميذ متسائلا هل حقا إن الحقيبة تظهر أمراضا أخرى في الجسم أو مشكلات في الجهاز العصبي فيما بعد...؟ وطالب أولياء أمور طلبة وزارة التربية والتعليم بدراسة تأثير الحقيبة على صحة وسلامة أطفالهم متخوفين من أمراض في الفقرات كالديسك وانحراف العمود الفقري.. ففي العودة إلى الدراسة كرر باحثون كثر تحذيرهم من أن الحقائب المدرسية الثقيلة قد تسبب الأذى لمناطق الظهر والرقبة عند الأطفال، ما قد يؤدي إلى إعاقة دائمة لدى الأطفال.. المرشدة الاجتماعية « رانيا ونوس » تقول : إن الحقائب المدرسية التي تحتوي على كتب ودفاتر كثيرة فضلا عن أنها تسبب أضرارا صحية للطالب «آلام في الظهر والعمود الفقري .. » فإنها قد تسبب أيضا بعض التأثيرات النفسية السلبية لدى بعض الطلاب حيث يشعر الطالب أن الحقيبة المدرسية الكبيرة والممتلئة بالكتب الكثيرة , تمثل عبئا يرهق الطالب لاعتقاده أن عليه انجاز وحفظ واستيعاب كل المعلومات التي تتضمنها على كثافتها وشدة صعوبتها .. والمعاناة من هذه المشكلة تظهر بشكل خاص في فترة محددة مع بداية العام الدراسي نتيجة عدم استقرار البرنامج ولكن الآن حتى مع استقرار البرنامج هناك مشكلة تعدد كتب المواد .. وبالتالي فالحلول لهذه المشكلة هي بالتأكيد تكون بالتعاون مع الجهات التربوية والتنسيق العملي فيما بينها من أجل ضمان استقرار العملية التربوية واستقرار نفسية الطالب الدراسية بدلا من إرهاقه بالأثقال ..!! آراء الطلبة في المدارس .. بمجرد أن طرحنا موضوع الحقيبة المدرسية بادر الطلاب بالإجابة الصارخة .. « أصبح البرنامج ثابتاً على مدار السنة .. ولكن لم نجد حلا لمعاناتنا من ثقل الحقيبة .. والمادة الواحدة لها كتب عدة .. فلماذا لا يتم التنسيق من قبل الإدارة مثلا بإعطاء مادة لقسم واحد كل يوم وهي بذلك تكون محددة ومنظمة على مدار السنة .. ؟» أما البعض فبادر بالحل الشخصي .. وبعدم الإنصات لما يقوله المدرس ..وهناك من تأفف من فكرة الذهاب إلى المدرسة بحجة ثقل الحقيبة وهذا أصبح سبباً مقنعاً لدى بعض الأهالي .. فما يؤكده الأطباء اليوم أن سبب الانحراف في العمود الفقري عند الأولاد في مرحلة البلوغ ما زال حتى الآن مجهولا.. وهو يصيب الفتيات أكثر من الفتيان ولا يسبب أي ألم ولا يرسل إشارة سوى الاعوجاج الذي يطال العمود الفقري لذلك نطلق عليه اسم الانحراف الأساسي و انه يمكن للأولاد أيضا أن يصابوا بانحراف ثانوي يترافق مع أمراض أخرى تظهر لديهم كالشلل أو مشكلات في الجهاز العصبي وقد يولد بعض الأولاد بتشوه خلقي في العمود الفقري يسبب هذا الاعوجاج فإذا فحصنا الولد المصاب بانحراف ولم نجد لديه أي إشارة طبية غير الاعوجاج نضع حالته تحت خانة الانحراف الأساسي أما إذا تأكدنا من إصابته بأمراض أخرى قد تكون عصبية أو ناتجة عن تشوهات خلقية فانحرافه يكون ثانويا ويحتاج إلى علاج . فالتلميذ يمكن أن يحمل حقيبة وزنها 10 كيلوغرامات طوال اليوم ولن يصاب بأي انحراف إلا إذا كان لديه استعداد للإصابة به. والاستعداد قد يكون أساسيا ولا نعرف سبباً له أو يكون ناتجاً عن أمراض أخرى ..ولكن لا نتمنى أن يوجد أي مسبب لهذا الانحراف .. مقترحات متواضعة .. يمكن حسم الجدل الدائر حول هذا الموضوع بالتحديد من خلال قيام وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة المواصفات والمقاييس والخبراء ذوي الشأن من وزارة الصحة وغيرها من الجهات الأخرى ذات العلاقة بوضع المواصفات الفنية الخاصة بالحقيبة المدرسية لكل مرحلة من المراحل الدراسية المختلفة ، على أن يتم اعتماد تلك المواصفات، ومن ثم توزيعها على التجار والشركات التي تقوم بتصنيع أو استيراد تلك الحقائب المدرسية للتقيد التام بها.. وإعادة ترتيب الجدول الدراسي بحيث تصبح كل حصتين يوميا لمادة واحدة أي بمجموع 3 مواد يوميا و بهذه الطريقة نصف حمل الحقيبة المدرسية يمكن الاستغناء عنه وأيضا تعطي المعلم و الطالب الفرصة للتركيز على 3 مواد يوميا و يكون الوقت متسعا للمعلم لشرح المادة بإسهاب..و يمكن تقسيم كافة الكتب المدرسية إلى فصلين و لبعض المواد و التي لا يرجع الطالب لكتابها خلال الحصة حيث من الممكن الاستغناء عن حمل الكتاب أو تقسيم الجدول بين كل طالبين , مع الثقة الكاملة بجهود القائمين على التربية والتعليم بالإصغاء بما يرونه عمليا ومناسباً . وفي النهاية, قد تبدو مشكلة الحقيبة المدرسية صغيرة .. ولكن إذا نظرنا إليها بتمعن فلا يمكن استبعاد أبعادها النفسية والجسدية على كاهل الأطفال الوافدين بكل ثقة وإقدام على المدارس .. |
|