تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ربوا أولادكم بالحب

مجتمع
الأربعاء 19/12/2007
محمد عكروش

الحب.. تلك الكلمة الساحرة التي تخلب الألباب وتسعد القلوب ولايجيدها إلا العقلاء ولكن البعض يرى انه لاداعي لتطبيقها في مضمار الأسرة! ما يولد فجوة لايستهان بها لانزلاق أولادهم فيها من انحراف سلوكي واخلاقي وهم من فئة المراهقين.

فهل التربية بالحب هي بضاعتنا ردت إلينا في زمن فيه الرصيد الابقى هو الحب? للوقوف على هذه الحقيقة التقينا السيدة أسمهان علي جعفر مدرسة في قسم المناهج في كلية التربية جامعة دمشق.‏

الشدة أو التساهل‏

> كيف أربي أولادي بالحب ?‏

الغالب في تربيتنا إما الشدة وإما التساهل وقد نربي بالحب ولكن تكون رمية من غير رام, التربية بالحب تعني الاستماع والإصغاء لأطفالنا كما نستمع لأصدقائنا وتعني محاورتهم بالطريقة الصحيحة وتعني الفصل بين سلوكهم وشخصيتهم, وتعني مد الجسور بيننا وبينهم, وتعني أن يكون العقاب بحجم الخطأ تأديباً وليس انتقاماً.‏

للعقاب قيمة‏

> كيف نميز بين الحب والحزم?‏

>> إن قمة الحب أن يحزم الآباء والأمهات حتى لايفسد أبناؤهم إن هم احتاجوا لذلك, والوالدان الحكيمان, أعرف بأحوال أولادهما وعليهما دراسة كل موقف قبل التصرف السريع ولانستطيع وضع مفهوم فاصل بين الحزم والحب لأنهما مكملان لبعضهما وفي بعض الأحيان نتسرع في أحكامنا تجاه أولادنا فنندم بعدها ذلك ينبغي علينا أن نتذكر أن البناء أصعب من الهدم وعلينا الاعتذار إن أخطأنا تجاههم وهذا ليس عيباً وإنما تصرف صحيح يتعلمون منه أن يكونوا أقوياء باعترافهم بالخطأ ولكن لايكون ذلك استمراراً ,عندها لن تكون للعقاب قيمة.‏

الإشعار بالتوازن‏

> للإنسان حاجات عضوية ونفسية لابد من اشباعها فما الطريقة لاشعارهم بالتوازن?‏

>> الحاجات العضوية عندما لانشبعها قد نموت أما الحاجات النفسية فلا تؤدي لذلك ولكنها تتركنا في أزمة قيم وهي المأزقية التي نجد أنفسنا فيها دون الحلول المطلوبة وقد توصلنا أحياناً إلى أمراض نفسية هذه هي الحياة كل مافيها الحب كان الحب يتخذ في وجودنا صورة معنوية من القلب وهو على صغره يخرج منه كل الدم ويعود إليه كل الدم.‏

مفهوم التربية بالحب‏

> كيف نعمق مفهوم وسائل التربية بالحب?‏

>> نعمقه من خلال : - كلمة الحب وكم كلمة حب نقولها لأولادنا إذ تقول دراسة قد يسمع المراهق مالايقل عن 16 ألف كلمة سيئة ولكنه لايسمع إلا بضع مئات من الكلمات الحسنة.‏

- نظرة الحب اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة وقل له أحبك عدة مرات وانظر النتائج غير العادية.‏

- لقمة الحب وذلك بأن نضع لقيمات في أفواه أطفالنا أثناء الطعام أوفي صحونهم مع نظرة الحب.‏

- لمسة الحب وذلك بأن نضع أيدينا على رؤوسهم بحنان.‏

دثار الحب أي تقبيله وهونائم فذلك سيرسخ في ذهنه وهو في حالة النوم واليقظة هذا المشهد.‏

- ضمة الحب لاتبخلوا على أولادكم بذلك حتى ولو كانوا كباراً لأنها غير محصورة في أعمار معينة.‏

- قبلة الحب وفيها تعابير الرحمة فعندما تفقد في سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا عنهم هذه الوسائل ومن يمارسها يكسب محبة من يتفاعل معهم والبعض يقول ماتعودنا على ذلك وهل ما اعتدنا عليه كتاب مقدس لا نغيره.‏

البر بالحب‏

فإذا أردنا أن يبرنا أولادنا فلنبرهم ولنحن عليهم والحب ليس السكوت عن الأخطاء فالحب عاطفة إنسانية تنطلق من المحب وإن غرس كلمة الحب في القلوب ستكون حلاً لأمور كثيرة وستزيل عقبات في مستقبل أبنائنا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية