تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تشويه أم تزوير

اقتصاديات
الأربعاء 19/12/2007
د.سمير صارم

نصادف يومياً العديد من السيارات التي تم التحريف في أرقامها, فرقم (6) يمكن أن يصبح (1) ورقم (9) يمكن أن يصبح (6) أو (1) وهكذا, والغريب أن هذه السيارات تجوب الشوارع الرئيسية في العاصمة

حيث يتكدس رجال شرطة السير وضباطها عند كل تقاطع وجسر وفي كل ساحة, وتمر هذه السيارات دون أن يوقفها أحد.‏

هل تدرون لماذا?!‏

بالتأكيد لأن أصحاب هذه السيارات أشخاص مهمون بطريقة ما أو بشكل ما!!‏

ترى كيف يمكن أن نأتمن شخصاً على إدارة مؤسسة أو أي جهة يوافق على تزوير لوحة سيارته, ولا أقول تشويهها فقط, فما دام الرقم هو الخطوة الأولى لمعرفة السيارةوصاحبها, وفي حال اللعب بأحد الأرقام فإن ذلك ليس إلا تزويراً للهوية, ولن يقود إلى السيارة الحقيقية أو سائقها بل لآخر لا علاقة له بالمخالفة. فكيف يقبل أحد أن يتحمل غيره غرامة مخالفة, أو عقوبة حادث لا ذنب له فيه?! وكيف يمكن أن نأتمن شخصاً يقبل ذلك في أي وظيفة هو فيها?!‏

قد يكون السائق هو من ارتكب عملية التزوير, لكنني أسأل: ألم يلاحظ ذلك الشخص المهم ذلك التزوير?! ثم ألا يعني سكوته عنه قبوله فيه?! وإذا لم تكن السيارة مسلمة لشخص محدد,فهي تتبع جهة عامة لها خصوصيتها ربما!!‏

وتزوير أرقام السيارات (المهمة) ليس هو وحدها مايفقأ العين في شوارعنا, بل أيضاً مسح اللوحات, وكذلك (تفييم) السيارات بحيث تمنع رؤية ما أو من بداخلها, وكذلك تجاوز الشارات الضوئية, وغير ذلك!!‏

مدير إدارة المرور يركب سيارة لا توجد بها أي مخالفة, لا (فيمة).. لا تزور اللوحة, لا إضاءات (زينون).. لا هوائيات إضافية, وغيره كثيرون في شرطة المرور تحديداً, لكن المشكلة غالباً في.. أو مع غير هؤلاء من جهاز الشرطة!‏

خلاصة الأمر أن من يقوم بتزوير لوحة سيارته لا أعتقد أنه يصلح لأي مسؤولية ما دام يقبل بأن يتحمل غيره خطأ يرتكبه هو, أو سائقه, أو ابنه!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية