|
فنون ولكن لا يلبث الثلج أن يذوب لنجد أن أياماً تمضي وأخرى تأتي والمشكلات إلى تفاقم فليس من عصا سحرية يقدمها إلينا (بابا نويل) لنحل فيها قضايا بدأ دخانها بالتصاعد لدرجة بات من الصعب تجاهله .. والسؤال ما الجديد الذي يمكن للعام الجديد أن يحمله معه على الصعيد الفني والإبداعي ?. هل سيحمل معه ترسيخاً لعادات وتقاليد إنتاجية وفنية سليمة أساسها المنطق والعدل ? هل سيحل الخلافات القائمة بين العديد من الفنانين والمخرجين والمنتجين والتي وصل بعضها للقضاء ? هل سيفرض احترام الشركات الإنتاجية لبعضها البعض فلا تحاول كل منها (طق برغي) للأخرى عند السعي لبيع مسلسلها للمحطات ? هل سيرجح كفة مفاهيم الإبداع على كفة مفاهيم السوق ? هل سيمنح الفرصة المناسبة لمن يمتلك الموهبة ? هل سينشئ مؤسسة متخصصة تعنى بالإنتاج الدرامي السوري الخاص منه والعام ويوزع الأدوار بالعدل على الفنانين ? هل سيقيم مدينة إعلامية يستقطب عبرها الاستثمارات العربية وينشئ فيها العديد من الاستديوهات المجهزة بأفضل التقنيات ? وهل سيكون هناك شركات إنتاجية تُعنى بالمطربين السوريين فتنفض الغبار عنهم وتنجز ما عجز الكثيرون عن إنجازه ? هل ستشهد الساحة انطلاقة مطربين يحيون الأغنية السورية ويحملون لواءها بجدارة ويكون لهم مكان هام على الساحة ? هل ستشيّد دور عرض سينمائية وفق أفضل المقاييس في المحافظات السورية ليتم دعمها بأفضل الأفلام ويُعاد لطقس العرض السينمائي ألقه من جديد ?.. إنها قائمة من طلبات طويلة وطويلة جداً والمصيبة أنها تزداد طولاً عوضاً من تفاؤلنا بحل ولو جزء منها , ولكن ما الذي نحتاجه لمعالجة تلك المشكلات ? هل نحتاج لعام جديد حقاً ?.. ربما أكثر ما نحن بحاجة إليه النية في الحل والإيمان إن ما نقدمه في النتيجة هو مُنتج وطني ثقافي فني ومعرفي وبما أنه (وطني) فهذه صفة قادرة على تذليل العقبات طالما أن الهدف إنجاز فن نظيف فهل نعي هذا الأمر أم نترك للتجاذبات أن تؤرجحنا كيفما اتفق فنختصر المصلحة العامة لتصبح على مقاس المصالح الخاصة الضيقة هنا وهناك ?.. "> fmasad@scs-net.org |
|