|
معاً على الطريق في نهاية هذا الأسبوع سوف يلتقي النواب للمرة العاشرة, ولأنهم عباقرة زمانهم, وحفاظاً على أسرار الحمض الريبي التي بحوزتهم وأسرار الخطة الخفية لخصي قنابل مفاعل ديمونا , ولأنهم مطلوبون للكا جي بي والستازي والشين بيت, فسوف يصدر فرمان سبعاوي أو همايوني بقطع أوصال البلد خوفاً على فرسان الحرية ,وكبس المواطنين في سياراتهم لساعات حتى ينفك عقد اللؤلؤ المنضود في ساحة النجمة أيدي . . مذنب هالي. رفعنا العشرة ولا زلنا بلا رئيس. إننا الجمهورية الوحيدة الشاغرة الكرسي في العالم.لا يوجد لدينا استقبل ولا ودّع ولا أوراق اعتماد , وتضربنا الحيرة كيف سيغادرنا سمير أو سعد أو مروان أو فؤاد فيلتمان دون مراسم وداع ووسام استحقاق على خدماته الجليلة في سبيل دمقرطتنا ورفع كعب ثورتنا. شهر بلا رئيس والحبل على الجرار, وجنس الملائكة مجهول في بيروت كما القسطنطينية, والضحك على الذقون لا يتسع له بحر المدينة المتوسط رغماً عن أنفه الفينيقي .أملٌ سراب وفراغ مقيم , حيث يحاولون تصوير الدمّل لنا على أنه في النصوص ,بيد أنه في النفوس ..ولنبحث عن العلّة والمعلول قبل أن نجترح الحلول. البلد أيها السادة منذ حرب تموز لا حكم فيه,بل من يتحكّمون , حبيس السرايا يحاول تصوير نفسه رهين الحرية ,وهو في الواقع رهين التفرّد - مساءً اخترع صحافياً كان يلقي النكات ليقرأ خطاباً, فيما ديفيد ولش عائد دون علمه إلى قريطم- حتى أن الألمعي جورج بوش الابن وكوندوليزته الغريدة يحاولان آناء الليل وأطراف النهار الإيحاء أن رئيس من تبقى من حكومتنا منتخب ديمقراطيا, فيما أغلب اللبنانيين لا يعرفون قرعة آباء بعض وزرائه من أي دسكرة هم. البلد أمام مشروعين في ظل تشادٍّ كبير , مشروع يجرجر خيباته وكذباته مع تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي ركل بوش على مكان خاص أتغاضى عن ذكره, بأن لا خطر من بوشهر ونطنز يدفع لضرب عمر الخيام وفكفكة مجلّد الشهنامة, ولا مجال لقصف يوحنا الدمشقي وصلاح الدين الأيوبي وأعمدة أبولودوروس. وبين مشروع صمد بوجه رياح الأنكل سام وإيهود وريتشارد بيرل,وفي الوقت نفسه ما يزال يراهن على بعض التواضع والعقل , وأظنه على خطأ, لدى من يفترض أنهم مواطنون أيضاً, وقد استطال بلعومه لدرجة أن الزرافات من صغار الرقاب أمامه. لكن ها نحن بلا رئيس , والوكيل أحبّ السرايا وعيشها, ولا حرس جمهورياً يتمشى أمام بوابة قصر بعبدا..فهل يطول هذا الفراغ ?. يبدو أن الربيع أجمل من الشتاء ويمكن , وقتها أن ندعوكم إلى عرس الجمهورية في صبيحة يتساوى فيها الليل بالنهار,.. لكن شباط آنذاك لن تصله بطاقة دعوة , لأن السبت قد دخل مطرح ما تعرفون ..فهل من سيفهم?. وأقول لكم :لا تراهنوا على طيبة قلبنا وصبرنا على عنادكم, ذاكرين في هذا العيد ابن المقفع بأن )الإصرار وعاء الذنوب) التي لا غفران لها بعد الآن. ">لبناني ghassanshami@gmail.com |
|