|
رؤية الشاعر..المسرحي....الصحفي..الكاتب الدرامي ..أستاذ الكتابة المسرحية..المترجم..هذا المثقف العضوي, المثقف الفاعل والحقيقي في الحياة , الجريء والصادق بقدر إخلاصه للكلمة. منذ اليوم الأول الذي وصل فيه دمشق طالبا في قسم اللغة الإنكليزية, وخلال سنوات قليلة استطاع أن يكون اسما لافتا في الساحة الثقافية خلال ستينات القرن الماضي بدءا من الطرح الشعري الذي قدمه على صعيد الشكل والموضوع, وانتهاء بالنصوص المسرحية وهي تعيد صوغ أسئلة الواقع والمستقبل بقدر مساءلتها للتاريخ..فبدا مثقفا ساعيا لمنح الاختلاف حق الوجود ..هذا الاختلاف ليس بوصفه مغايرة فقط للسائد والمألوف إنما بوصفه هوية حاضرة في كل نص كتبه, فإذا ما أردنا أن نتلمس المفصل الجوهري في إبداع هذا الرجل لكان (الاختلاف والمغايرة) دليلنا لقراءة العمق المشع خلف الأشكال الإبداعية المتنوعة التي عني بها طيلة حياته. فصورة المبدع وماهية الإبداع في رؤية عدوان للثقافة هي بقدر الإضافة الحقيقية, من هنا ظهر غيابه كبيرا بهذا الحجم , فما قدمه خلال أربعة عقود سواء عبر الكتابة أو عبر حضوره الشخصي يبدو أنه من الصعب ملئه, فإذا كان جسده قد فارق الحياة قبل سنتين فلعل في أعماله استمرار له, لكن يبدو لي أن الأنموذج الذي قدمه عدوان كشخص ممتلئ حيوية في الوسط الثقافي على صعيد الإنجاز والتواصل هو المثل الذي تركه لنا هذا المبدع ما يذكرنا بالقامات الكبيرة في تاريخ الأدب العربي منذ امرئ القيس وصولا إلى طه حسن ومعه تستمر القافلة.. اليوم تمر الذكرى الثانية على وفاة ممدوح عدوان ونحن على أعتاب احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية فهل تستذكره دمشق كواحد من مثقفين ارتبط المشهد الثقافي فيها خلال أربعة عقود باسمهم.. بإبداعهم.بحضورهم? |
|