|
قاعدة الحدث
إضافة إلى توقف العديد من الصناعات المشتركة كانت مرتبطة بسياسة التكامل الإنتاجي بين مصانع منتشرة في أكثر من دولة. الوضع الذي وصلت إليه الجمهوريات السوفييتية بعد الاتحاد والحتمية التاريخية والتاريخ والثقافة والحياة الاجتماعية المشتركة حتى التعاون الاقتصادي دفع بها إلى إيجاد صيغة لإعادة التعاون الاقتصادي بينها إلى وضع أشبه بما كان عليه إبان العهد السوفييتي، تلك الحاجة أثمرت عن توقيع اتفاق بين رؤساء كل من روسيا الاتحادية وجمهورية بيلاروس وجمهورية كازاخستان سمي بوثيقة إعلان التكامل الاقتصادي الأوراسي نتج عنها إقامة كيان اقتصادي موحد عرف باسم الفضاء الاقتصادي الموحد تاركا الأبواب مفتوحة أمام الجمهوريات السوفييتية السابقة الأخرى الراغبة في المشاركة. ولادة الاتحاد الجديد أعاد الأمل وفتح نافذة جديدة لأن يعود الوضع الاقتصادي لتلك الدول الى سابق عهده خاصة أن من أهداف الاتحاد إلغاء الجمارك بين الدول الأعضاء والسماح بحرية حركة البضائع بينها دون أي عقبات أو معوقات أو ورقيات وموافقات إضافة إلى حرية حركة العمالة من جمهورية إلى أخرى وفق أسس اتفقت الأطراف المعنية عليها وتساهم في تقديم حل لمشكلة البطالة ولمشكلة هجرة العمالة في آن واحد. الخطوة الجديدة أعادت الأمل إلى تلك الدول لجهة إعادة إحياء ما يمكن من مؤسسات صناعية كانت في السابق متكاملة إنتاجياً فيما بينها، كذلك تأمين سوق استهلاكية كبيرة لمنتجاتها، يؤدي في نهاية الأمر إلى تشكيل سوق واحدة بطاقة استهلاكية قادرة على استيعاب كميات كبيرة من المنتاجات.
الحاجة الماسة إلى التكامل بين دول الاتحاد ونجاح العلاقة بين دول الاوراسي الثلاث دفع بالرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف إلى عدم استبعاد إقامة كيان اقتصادي موحد يضم دولا في أوروبا وآسيا يسمى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي أملا بأن يرى النور مع بداية عام 2015 ويتجاوز المجال الاقتصادي إلى مجالات اوسع يسفر عن كيان جديد موحد يشبه الاتحاد الأوروبي لجهة الاتحاد مع الحفاظ على الاستقلال وسيادة القرار الوطني لكل دولة. رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وصف هذا الهدف بالمهمة الطموحة والملهمة.
وبحسب بوتين فإن الاتحاد الأوراسي سيمهد الطريق أمام الدول الأعضاء ليس فقط لتكامل اقتصادي بل لتمكين هذه الدول من إسماع صوتها بوضوح في أروقة صنع القرار في المحافل الدولية ووضع قواعد لإدارة المباراة الدولية بما يحدد أطر وملامح المستقبل. ويعتقد بوتين أن الاتحاد الأوراسي هو بمثابة جزء مكمل للبيت الأوروبي الكبير كما يرى ضرورة بناء هذا الكيان الجديد على قيم الحرية والديموقراطية واقتصاد السوق. وفي هذا الاطار وصف ميخائيل ريميزوف مدير معهد الاستراتيجية القومية الروسي هذه الخطوات التكاملية بأنها نواة لتحالف جيو- اقتصادي جديد. بينما أشار المحلل السياسي الروسي وعضو البرلمان سيجري ماركوف إلى أن الرئيس ميدفيديف كان يدرك مدى الحاجة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلى حدث بهذا المستوى وجرى العمل على مستوى رؤساء الدول وهو ما عمل عليه الرئيس ميدفيديف وعلى مستوى الحكومات وهو ما عمل عليه رئيس الحكومة فلاديمير بوتين. الفضاء الجديد ليس أولى ولادات ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بل هو استمرارية ان لم يكن بديل الاتحادات وروابط سابقة ضمت بعض أو أغلبية جمهوريات الاتحاد السوفييتي فهناك رابطة الدول المستقلة كمونولث رغم تأكيد بعض المحللين بأن الرابطة فقدت محفزاتها ودوافعها وتحولت لقاءات القمم التي تجمع رؤساء دول الكومنولث إلى مناسبات للاسترخاء من وجود بعض الفوائد كتوفير فرصة لرؤساء هذه الدول للالتقاء وجها لوجه ومناقشة بعض القضايا الثنائية على هامش لقاءات تلك القمم متعددة الأطراف. إضافة إلى الرابطة هناك الاتحاد الجمركي الذي يجمع روسيا وبيلاروس وكازاخستان وبحلول عام 2012 تنتظر الدول الأعضاء في هذا الاتحاد خلق منطقة اقتصادية موحدة وإن لم تكن لها عملة مشتركة. وهناك أيضا التجمع الاقتصادي الأورو- آسيوي والذي يضم ست دول من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق ومنظمة تعاون شنغاي التي تضم إلى جانب روسيا والصين أربع دول من دول آسيا الوسطى الخمس ومنظمة اتفاقية الأمن الجماعي. |
|