|
قاعدة الحدث
وتبلغ مساحتها أكثر من 17 مليون كم2 والعاصمة موسكو هي من كبريات مدن العالم وينحدر معظم شعب روسيا من الأصل السلافي وفي روسيا أكثر من مئة أقلية وقومية. وتغطي الثلوج اكثر من نصف البلاد لستة أشهر في السنة وتغطي الغابات الكثيفة الجزء الشمالي من روسيا امتداداً من أوروبا حتى المحيط الهادي، كما تغطي جزءاً كبيراً من سيبيريا. تشتهر روسيا بأنهارها وهي تؤدي دوراً مهماً في النقل والتجارة. كما تعج بالبحيرات التي يبلغ عددها مئتي ألف بحيرة، أكبرها بحر قزوين وهو أكبر مسطح أوروبي مائي داخلي في العالم ومناخ روسيا قاري أما الأمطار فيسقط معظمها في السهل على الدوام كان لموقع روسيا الفريد وامتدادها في آسيا وأوروبا أثر في تاريخها وتشكيل مصيرها فلم تكن دولة شرقية صرفة ولاغربية صرفة. أما تاريخها الحديث فيؤكد أن ثورة اكتوبر أرّخت لمرحلة جديدة، ففي عام 1917 استلم البلاشفة بزعامة لينين الحكم وجعلوا من موسكو عاصمة لروسيا وتوسعت حدود الدولة الجديدة التي صار اسمها الاتحاد السوفييتي لتضم 16 جمهورية وفي أواخر الثمانينيات من القرن الماضي بدأت المطالبة من قبل مواطني الاتحاد السوفييتي بالتحرر من الحكومة المركزية وفي تموز 1991 تم الاتفاق على توقيع معاهدة تمنح الجمهوريات صلاحيات واسعة. وفي أيلول 1991 أعلنت روسيا ورؤساء روسيا البيضاء وأوكرانيا تشكيل كومنولث الدول المستقلة وأعلن هؤلاء أن الاتحاد السوفييتي لم يعد قائما ودعوا بقية الجمهوريات للانضمام إلى الكومنولث وتشكيل دول مستقلة بروابط اقتصادية ودفاعية. ورثت روسيا الصناعة السوفييتية بنجاحاتها ومشكلاتها وتتمتع البلاد بموارد معدنية وطاقية مهمة والتي لم تستغل إلا جزئياً ويمثل تصدير النفط والغاز والمعادن مصدراً رئيسياً للعملة الصعبة وتغطي الصناعة أنواعاً عديدة من المنتجات الحديد والمعادن والأسلحة والآلات الدقيقة والأنسجة، أما الزراعة وتربية المواشي والصيد البحري فهي من أهم القطاعات بالاقتصاد الروسي كما أن السياحة تمثل جزءاً مهما من حيث عائداتها المالية وروسيا أغنى دول العالم من حيث مواردها الطبيعية، فهي تملك أكبر احتياطي الغابات في العالم وفيها مصادر طاقة ضخمة وأراض زراعية واسعة وإمكانات هائلة من الطاقة الكهرومائية بالإضافة إلى أنواع عديدة من النباتات والحيوانات. أما عدد سكانها فيبلغ أكثر من 146 مليون نسمة يعيش معظهم في الجزء الغربي الأوروبي من البلاد واللغة الروسية هي لغة الدولة الرسمية. وتسعى الحكومة الروسية الحالية إلى تحديث البلاد وتعزيز موقعها على الخريطة العالمية من خلال تكوين اتحاد يجمع روسيا وبيلاروس وكازاخستان تحت اسم الاتحاد الأوراسي. ويفترض أن يشبه الاتحاد الأوراسي المنبثق عن الاتحاد الجمركي بين هذه الدول الاتحاد الأوروبي وفق بعض المتابعين للشأن الروسي. وينبغي أن يضم في عضويته دولاً تقع في أوروبا وآسيا ويرى العديد من المحللين أن الوضع الاقتصادي العالمي المتقلب والشكوك المتنامية بشأن مصير اقصاء منطقة اليورو إضافة إلى الصعوبات الهائلة التي يواجهها الاقتصاد الأميركي تساهم في تحول التفكير الاستراتيجي الروسي نحو البحث عن بديل استراتيجي للتنمية خلال السنوات المقبلة وهو يعني استعادة المجال التقليدي للمصالح الروسية. وهكذا فإن الاتحاد الأوراسي المزمع إقامته بين روسيا وبيلاروس وكازاخستان هو بمثابة الجزء المكمل للبيت الأوروبي الكبير على أن يبنى على أسس الحرية والديمقراطية واقتصاد السوق. |
|