|
قاعدة الحدث وسيكون إنشاء هذا الاتحاد الأرواسي إحدى أولويات عمل الحكومة الروسية خلال الأعوام المقبلة علماً أن أعضاء الاتحاد المزمع تكوينه يجب أن يحتفظوا بالسيادة السياسية، في حين ينبغي دمج إدارات الشؤون الاقتصادية. وواضح أن ملايين الناس في الدول الثلاث يريدون الاتحاد علماً أنه سيزداد جاذبية للبلدان الأخرى عندما يتم فيه توزيع المنافع المتبادلة كما أن الفكرة تلقى ترحيباً في جمهوريات آسيا الوسطى لأن عضوية الاتحاد الأوراسي تتيح لها الاستعانة بالقوات الروسية لدرء الأخطار التي تتهددها. ورغم الاتهامات الموجهة لرئيس وزراء روسيا الحالي فلاديمير بوتين وصاحب فكرة الاتحاد الأوراسي من أنه يسعى لإحياء الاتحاد السوفييتي، فإن بوتين نفى أن يكون هدفه إعادة الاتحاد السوفييتي إلى الحياة بصورة أو أخر وهو الذي اعتبر يوماً ما أن تفكيك الاتحاد السوفييتي كان خطأً استراتيجياً قائلاً أنه أعظم كارثة في القرن العشرين. علماً أنه ومنذ تسلمة قيادة الدولة الروسية سعى بوتين لتسريع عملية التكامل الاقتصادي بين روسيا والجمهوريات السوفييتية السابقة. وفي هذا السياق يجري التأكيد أن بناء الاتحاد الجمركي ومن ثم الفضاء الاقتصادي الموحد بين روسيا وبيلا روس وكازخستان يطمح لتشكيل اتحاد أوراسي اقتصادي في المستقبل يكون على أساس القيم والمبادئ السياسية والاقتصادية الجديدة. وهو يمثل شكلاً قوياً من أشكال الاتحادات فوق القومية ويكون قادراً على لعب دور مهم وأحد الأقطاب في العالم الحديث وأن يلعب في الوقت نفسه دور عقدة الوصل النشطة بين أوروبا ومنطقة المحيط الهادي. وتأمل روسيا ومعها بيلاروس وكازاخستان أن يكون تشكيل الاتحاد الأوراسي بمثابة صفحة جديدة من التاريخ السياسي لها ولدول الجوار أيضا. ويرى محللون أن تأسيس الاتحاد الأوراسي يأتي لتصحيح أخطاء الماضي. وبالتالي فإن روسيا تحظى الآن بفرصة التحول إلى زعيمة رائدة في المنطقة. |
|