تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شرعة واشنطن

نافذة على حدث
الخميس 8-12-2011
حسن حسن

كم نتمنى لو يبقى الحل عربياً صرفاً دون الاستعانة بالحماية الدولية، فتجربة كل من العراق وليبيا أثبتت وتثبت بما لايقبل مجالاً للشك أن الولايات المتحدة ودول الناتو لاتتدخل من أجل حماية المدنيين العرب، وإنما من أجل مصالحها

ومن أجل قطف ثمار الثورات العربية، فمن يرد حماية المدنيين لايدوس رقابهم ببساطير الجنود، كما كان المشهد في العراق، ولايتسبب بقتل مئات المدنيين كما حدث ذلك في ليبيا.‏

نفهم أن ثمة أخذاً ورداً بشأن المبادرة العربية بين سورية والجامعة العربية، ونفهم أن تكون هناك قرارات عربية تجعل من بقاء الحل عربياً خالصاً أياً كانت حدة القرارات، ولكن من الصعب مطلقاً فهم اللجوء إلى الحل الدولي، الذي هو في الأساس حل أميركي- غربي بفعل موازين القوى السائدة، وتحكم القطب الواحد في عالم اليوم علماً أن الطريق الوحيد إلى حل الأزمة السورية هو الحوار والحوار فقط على قاعدة الاستجابة لمطالب الجماهير في الإصلاح والديمقراطية.‏

وفي هذا السياق نشير إلى جزء من المعارضة التي تطالب بتدخل أجنبي، ونقول إنها تجانب الصواب وتخطئ في تقديراتها لحساسية الموقف انطلاقاً من الأوضاع المتوترة في المنطقة عموماً، وانطلاقاً من حساسية الوضع السوري، وسورية دولة مجاورة لفلسطين المحتلة، ومازالت أجزاء من أرضها محتلة وهي هضبة الجولان التي ضُمت بقرارمن الكنيست واعتبرت »إسرائيلية«، وانطلاقاً أيضاً من حساسية الصراع العربي- الصهيوني في هذه المرحلة تحديداً، ففي »إسرائيل« حكومة فاشية يمينية ترفض الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية، والحقوق الوطنية لسورية ولبنان في أراضيها المحتلة، ومنذ زمن تهدد »إسرائيل« بشن الحرب في المنطقة إما في قطاع غزة، وإما على لبنان وإما على سورية.‏

انطلاقاً من كل هذه التقديرات والمواقف وانطلاقاً من العلاقات التحالفية العضوية بين الولايات المتحدة و»إسرائيل« لابد من حل عربي للأزمة في سورية وإبقاء هذا الحل عربياً خالصاً، فالولايات المتحدة ليست حريصة على حقوق الإنسان العربي لافي سورية ولا في فلسطين ولافي غيرهما من الأقطار العربية، فبالأمس القريب كان مشهد امتعاض واشنطن وحليفاتها الغربيات من تحرير الأسرى الفلسطينيين، واعتباره مضراً بالسلام في المنطقة، كذلك الوقوف ضد قبول عضوية فلسطين في »اليونيسكو« ولما نجح القرار رغماً عن إرادتها، أوقفت مساعدتها السنوية لهذه المنظمة، هذه المواقف وغيرها تؤشر إلى أن حقوق الإنسان العربي ليست أولوية بالنسبة إلى واشنطن وحليفاتها، بل الأولوية لمصالحها ومصالح »إسرائيل«، وتؤشر أيضاً إلى أن هذه الدول لاتحترم الديمقراطية، فلو كان العكس، لاحترمت واشنطن وحليفاتها قراراً صوتت عليه أغلبية دول العالم، ولكن ازدواجية المعايير هي شرعة واشنطن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية