|
حدث وتعليق فان الجامعة يترتب عليها مسؤولية إعادة النظر في قراءتها للأحداث الجارية بموضوعية ومصداقية إذا كانت بالفعل تريد المساعدة في حل الأزمة الراهنة, والتي افتعلتها الدوائر الصهيو-أميركية والغربية, وساهمت في تأجيجها بعض الأطراف العربية التي رهنت سيادتها وقرارها لصالح المشروع الصهيوني في المنطقة, وقبلت أن تكون جزءا مكملا للمؤامرة التي تتعرض لها سورية . حرص سورية الدائم على العمل العربي المشترك يجعلها تتمسك أكثر فأكثر بالحل العربي شريطة أن يحترم سيادتها ويصون قرارها الحر المستقل, وما طلبته من تعديلات طفيفة على مشروع البروتوكول يصب في هذا الشأن, مع العلم بأن البروتوكول هو أحد بنود المبادرة العربية التي قبلتها سورية ونفذت بنودها, دون أن تلتزم الجامعة – أو من يقودها من أطراف باتت معروفة- بتنفيذ ما عليها من التزامات, خصوصا لجهة الكف عن التحريض السياسي والإعلامي, أو حتى وقف تمويل وتدريب العصابات المسلحة وتصديرها إلى سورية . إذا فمن واجبات مؤسسة الجامعة ومسؤولياتها أن تحترم ميثاقها في الدفاع عن قضايا الأمة والتصدي لأي محاولة خارجية تريد النيل من هيبتها, أو إلحاق الأذى بأي من دولها, لا أن تتحول إلى طرف معاد في استهداف أحد أعضائها المؤسسين, وهو ما يحصل تجاه سورية في الوقت الحاضر, حيث أن كل القرارات التي أصدرتها تلك المؤسسة تتناقض حتى الآن مع الدور المناط بها, لا بل نجدها تتطابق تماما مع الأجندات الغربية الهادفة لتفتيت المنطقة وإعادة رسم خارطتها من جديد بما يخدم الأطماع الاستعمارية ومصالح الكيان الصهيوني الغاصب . مؤسسة الجامعة باتت الآن أمام اختبار حقيقي لتأكيد عروبتها الخالصة, ومن السهل جدا اجتيازه إذا وضعت مصالح الأمة نصب أعينها, فالشعوب العربية ضاقت ذرعا لما وصلت إليه تلك المؤسسة من حالة ضعف ووهن جعلت من الدول الاستعمارية تستهزئ بقوتنا وقدراتنا, وتستبيح أرضنا وكراماتنا ومقدساتنا, فالوقت قد حان للحكومات أن تستعيد التضامن العربي وتفتح صفحة جديدة عنوانها التصدي لكل المخططات الغربية التي تستهدف حضارتنا وعروبتنا ووجودنا . |
|