في الأصل.. هو صراع الوجود والمصير
شؤون سياسية الاربعاء 6-8-2014 د: أحمد الحاج علي إنه صراع وجود ومصير هذا الذي يجري على سورية وفيها لم يكن ذلك توصيفاً فحسب لمايجري بوقائعه وأهدافه بل كان بعد ذلك وفوق ذلك تأصيلاً وتثبيتاً للحدود وتجذيراً لمعالم الأزمة هذا هو المدخل الذي رسم معالمه الرئيس القائد بشار الأسد في كلمته إلى جيش الشعب عبر المجلة العسكرية الأصيلة جيش الشعب
وحينما يكون الخطاب من القائد لشعبه ومن القائد والشعب للجيش فلابد أن تنطلق الحقيقة في متن هذا الخطاب وأن تندفع وتتدافع قيم انطلقت من مصادرها لتؤكد بأن الوطن السوري مازال يحتفظ بكل خصائصه التاريخية والحضارية، وبأن الأداء الوطني السوري الآن في ميادين المواجهة العسكرية وفي مساحات العمل السياسي وفي الحوار الثابت مع قوى العالم وأطيافه ذلك كله هو الذي الآن يؤسس لجوهر ومقومات وحيثيات الموقف السوري بكل أبعاده والأساس في ذلك هو أن هذا الصراع هو في مستوى مقومات الوجود والمصير وعوامل الاحتفاظ بل الحفاظ على الوجود والمصير معاً والمسألة هنا عميقة بلا حدود على قدر ماهي موضوعية بلا قيود إنها إذاً معركة الوجود بالمقام الأول تلك التي تقوم على احتدام المواجهة لكي تستقر النهايات في أحد خيارين إما استمرار الحياة بدءاً من التاريخ المشرف لسورية واستقراراً عند حدود المشهد الوجودي الراهن لسورية وهنا تقع المسافة مابين الموت والحياة ومابين القيم والضياع ومابين التصدي والاستسلام للريح الهوجاء ولقوى البغي والكفر والإرهاب والتي جاءت من منصة الاستعمار الغربي ومن جحور الحركة الصهيونية ومن سراديب العفن والتخبط والهلوسة الفكرية التي تمثلها أنظمة بل عائلات حاكمة في الجزيرة العربية وقطع من الظلام الأسود والمسموم وهنا تتبدى قصة الوجود بعنوانها السوري الأكبر حيث الأبعاد في المواجهة تستنهض طاقة الوطن وتستلهم تاريخه وتنطلق بذلك كله إلى هذه الرسالة الكبرى في مواجهة موجات الإرهاب والتكفير والخطر الخارجي وبعض مشاهد التهتك في الداخل السوري نفسه إن سورية الآن تبني وتتقدم بمنطق الوجود الحر الكريم والذي انبعث الآن في أبهى صوره وفي أسمى مقوماته عبر مسارين متلازمين كلاهما ينطلق من الآخر ويعيب فيه في المسار الأول تتوطد مسيرة شعب ورث الكرامة والشهادة أباً عن جد واستودعها في أعماقه عبر آلاف السنين وأثبت أنه في الزمن المعاصر زمن الفوضى والإرهاب واستراتيجيات الغدر والموت الهائجة من مصادر الغرب الاستعماري بشقيه الأميركي والأوروبي ومن شقوق ومغارات الحركة الصهيونية وماتمثله ومن يتبعها في هذا المسار سرعان ماتعود عناصر الأصالة والانبعاث ومناقب الصبر والعطاء المتجدد إلى حياة شعبنا وإن مرت لحظات تسلل فيها الاختلاط إلى موقع هنا أو هناك، إنها قصة الشعب السوري التي لايعرفها إلا من انضوى بخصائصها أو فتح النوافذ على وسعها لكي يراقب ويتابع ويقوم بانتباه وموضوعية طاقة هذا الشعب وهي تصحو ثم تصفو ثم تتجدد رافضة بل لافظة كل خطوط وخيوط الاستكانة والترهل والركوع على عتبات الأزمات الصعبة والاستسلام لقوى الشر وفي المسار الثاني تتبلور بمستويات غير مسبوقة عندنا وعند الآخرين في بقاع العالم المضطرب تتبلور مسيرة قواتنا المسلحة بأعمدة هذه المسيرة الراسخة في العمق والمتجذرة في مناقبية الموقف في المواجهة حيث اعتناق الشهادة وحيث ابتداع المناهج والأساليب في مواجهة أشرس عدو عرفه العالم في العصر الراهن إن جيشنا يؤكد الآن أنه النتيجة الإرادية والتاريخية لحضارة وطن ولمسيرة شعب لم تنقطع عنها عاديات الزمن فكانت قصة الوطن نضالاً دائماً وانتصارات محفوفة بالمخاطر والتضحيات وبناء تحولات سرعان ماتقدم لنا وللآخرين المعاني التي يجتمع عليها البشر كل البشر من حيث مشروعية الموقف وصدق الأداء واعتناق الشهادة ومقدرة متوهجة أساسها الوعي بكل مايجري وجوهرها تكوين بنيوي هو العلامة الفارقة للوطن السوري في مقدرته على النهوض واستكمال عناصر المواجهة مع العدو مهما كان هذا العدو منتشراً أو متلطياً خلف أسوار الخداع وأساليب الذبح والفتك والموت المفاجىء ولافاصل بين المسارين فالشعب السوري هو الذي أنتج الجيش العربي السوري وحصنه بالمقومات والقيم والخبرة التي جاءت من منابع التاريخ ونمت وترعرت في الأرض الطيبة وفي النفوس الحية إلى أن استقرت على أنها مصادر الحياة والعلامات المضيئة على الطريق وعلى جنبات الطريق المنتهية أبداً بالنصر.
|