تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الخطف خلفاً

مابين السطور
الأثنين 17-8-2015
مازن أبوشملة

ليس من السهولة بمكان الإطناب في الكلام عن واقعنا الرياضي , الذي يبدو كالمتلمس طريقه في الظلام الحالك, فيقع ويتعثر أكثر من أن يخطو خطوة ولو إلى الوراء,

ذلك لأن منظومة الظروف المحيطة, والتي تجردت بدورها من كينونتها الطارئة, لتصبح واقعاً ملموساً ومحسوساً بكل التفاصيل والدقائق, تدلي بدلوها في كل صغيرة وكبيرة , وكل شاردة وواردة, وتترك آثاراً غائرة على جدار المحاولات الخجولة للتمرد على الحال وتطويع ما يشبه المحال , أو تدجين الصعاب , أو اجتراح ما يمكن تسميته معجزات.‏

تتشابه الحالات والوقائع بين مختلف الألعاب واتحاداتها, وبين الأندية واللجان الفنية وفروع الاتحاد في المحافظات, وحتى داخل أروقة المكتب التنفيذي وبين أعضائه المسؤولين عن الألعاب , كل على حدة,فالقاسم المشترك ونقطة الالتقاء التي تجمعهم في أتون واحد لا تخرج عن عباءة الحديث عن حجم التحديات وشح الإمكانات وندرة الموارد والاستثمارات , وهذه العناصر لا تملك معها النوايا الصادقة في العمل المخلص والدؤوب أي فرصة للتغير أو حتى التعاطي مع مفرزاتها, فتترك الأمور على عواهنها, ويتم الركون إلى عواقبها, ويتجدد الحديث عن الخيارات المحدودة المتاحة, وهامش التحرك الضيق الذي يحدها من كل الاتجاهات.‏

لسنا أمام أبواب مشرعة على جميع الاحتمالات, ولا نختزن الكثير من التوقعات والتوجهات, لكننا ندرك بالفطرة والحدس المجرد أن رياضتنا لا تسير وفق المنحى المأمول, هذا إن سلمنا جدلاً أن هناك حركة بالأساس, سواء أكانت إلى الأمام أم إلى الخلف.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية