تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لماذا يسرق ابني

مجتمع
السبت 14/1/2006م
ابتسام هيفا

من الطبيعي لأي طفل صغير أن يأخذ الشيء الذي يشد انتباهه, وينبغي ألا يؤخذ هذا السلوك على أنه سرقة حتى يكبر الطفل الصغير

ويصل ما بين الثالثة حتى الخامسة من عمره حتى يفهم أن أخذ شيء ما ليس له أمر خطأ وينبغي للوالدين أن يعلموا أطفالهم حقوق الملكية لأنفسهم وللآخرين والآباء في هذه الحالة يجب أن يكونوا قدوة أمام أبنائهم فإذا أتيت الى البيت بأدوات مكتبية أو أقلام المكتب أو أي شيء يخص العمل فدروسك في الأمانة لأطفالك ستكون من الصعب عليهم أن يدركوها.‏

ولذلك فإن السرقة عند الأطفال لها دوافع كثيرة ومختلفة ويجب لذلك أن نفهم الدوافع في كل حالة وأن نفهم الغاية التي تحققها السرقة في حياة كل طفل حتى نستطيع أن نجد الحل لتلك المشكلة.‏

فقد يسرق الصغير بسبب الاحساس بالحرمان كأن يسرق الطعام لأنه يشتهي نوعا من الأكل لأنه جائع وقد يسرق لعب غيره لأنه محروم منها أو قد يسرق النقود لشراء هذه الأشياء.‏

وقد يسرق الطفل تقليدا لبعض الزملاء في المدرسة دون أن يفهم عاقبة ما يفعل, أو لأنه نشأ في بيئة اجرامية عودته على السرقة والاعتداء على ملكية غيره وتشعره السرقة بنوع من القوة والانتصار وتقدير الذات..وهذا السلوك ينطوي على سلوك اجرامي في الكبر لأن البيئة أصلا بيئة غير سوية.‏

كذلك فقد يسرق الصغير لكي يتساوى مع أخيه أو أخته الأكبر منه سنا إذا أحس أن نصيبه من الحياة أقل منهما.‏

وفي بعض الأحيان يسرق الطفل ليظهر شجاعته للأصدقاء أو ليقدم هدية الى أسرته أو لأصدقائه أو لكي يكون أكثر قبولا لدى أصدقائه.‏

كذلك قد يسرق الطفل بسبب مرض نفسي أو عقلي أو كونه يعاني الضعف العقلي وانخفاض الذكاء ما يجعله سهل الوقوع تحت سيطرة أولاد أكبر منه قد يوجهونه نحو السرقة.‏

وينبغي على الآباء أن يدركوا سبب سرقة الطفل..هل الطفل سرق بدافع الحاجة لمزيد من الاهتمام والرعاية?.‏

فإذا أخذ الوالدان الاجراءات التربوية السليمة فإن السرقة سوف تتوقف في أغلب الحالات عندما يكبر الطفل وينصح أطباء الأطفال بأن يقوم الوالدان بما يلي عند اكتشافهم لجوء ابنهم الى السرقة:‏

إخبار الطفل بأن السرقة سلوك خاطىء.‏

مساعدة الصغير على دفع أو رد المسروقات.‏

التأكد من أن الطفل لا يستفيد من السرقة بأي طريقة من الطرق.‏

تجنب إعطائه دروسا تظهر له المستقبل الأسود الذي سينتظره إذا استمر على حاله أو قولهم له إنك الآن شخص سيىء أو لص.‏

توضيح أن هذا السلوك غير مقبول أبدا داخل أعراف وتقاليد الأسرة والمجتمع والدين.‏

وعند قيام الطفل بدفع أو ارجاع المسروقات فلا ينبغي للوالدين إثارة الموضوع مرة أخرى وذلك من أجل مساعدة الطفل على بدء صفحة جديدة.‏

ولعلاج السرقة عند الأطفال يجب أن نوفر الضروريات اللازمة للطفل, كذلك مساعدة الطفل على الشعور بالاندماج في جماعات سوية بعيدة عن الانحراف في المدرسة والنادي وفي المنزل والمجتمع عامة, أن يعيش الأبناء في وسط عائلي يتمتع بالدفء العاطفي بين الآباء والأبناء.‏

يجب أن نحترم ملكية الطفل ونعوده على احترام ملكية الآخرين وأن ندربه على ذلك منذ الصغر مع مداومة التوجيه والاشراف.‏

كذلك يجب عدم الإلحاح على الطفل للاعتراف بأنه سرق لأن ذلك يدفعه الى الكذب فيتمادى في سلوك السرقة والكذب.‏

ضرورة توافر القدوة الحسنة في سلوك الكبار واتجاهاتهم الموجهة نحو الأمانة.‏

توضيح مساوىء السرقة, وأضرارها على الفرد والمجتمع فهي جرم ديني وذنب اجتماعي, وتبصير الطفل بقواعد الأخلاق والتقاليد الاجتماعية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية