تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المهنة: محلل سياسي

رؤية
السبت 14/1/2006م
غازي حسين العلي

يعتقد أن كثرة ما يسمى بالمحللين السياسيين هذه الأيام, يعود إلى غياب المعايير الحقيقية لمعنى الدور الذي تلعبه هذه الشريحة عادة. أضف إلى ذلك سمة (الجرأة) التي يتصف بها هؤلاء, إلى الدرجة التي يمكنهم فيها الحديث بأي أمر يُسألون عنه, دون الحاجة لمعرفته, وسندهم في ذلك (الجرأة) والجرأة فقط, الأمر الذي يجعلك - أحياناً - تخجل عنهم, وهم يتحدثون باسمك دون تكليف.

أرى شخصياً, أن انتشار الفضائيات العربية على نحو غير متوقع, جعلها تبحث عن أسماء للحديث إلى محطاتها في أمور مختلفة, لاسيما السياسية منها, ما ساهم في ازدياد عدد المحللين السياسيين على نحو غير متوقع أيضاً, ولعل أهم رموز هذه الشريحة, حملة شهادات الدكتوراه بالمراسلة, أو ممن جاؤوا بها خلال رحلة استجمام في بعض الدول الأجنبية.‏

وما يبرر رأيي هذا, هو سطحية هذه التحليلات والمشكلات التي يسببونها, لاسيما أنهم غالباً ما يتحدثون باسم (الجماهير) التي يمثلونها!!‏

أحد الخبثاء, وزع مجموعة من التعليمات, لمن يود أن يصبح محللاً سياسياً, جاء فيها:‏

1- الاستماع إلى نشرات الأخبار.‏

2- ارتداء بزة مع ربطة عنق تايوانية من بسطات الصالحية.‏

3- التردد على مقاهي (المثقفين) وليكن مقهى الروضة مثلاً.‏

4- إقامة علاقة ما مع مدير مكتب محطة فضائية ما.‏

5- ......... وهذا هو الأهم.‏

بعد أيام قليلة من صدور هذه التعليمات, التقيت أحدهم فسألته - كالعادة - عن أخباره, فقال لي إنه هجر مهنته إلى غير رجعة, وأصبح منذ الآن, محللاً ghazialali@yahoo.com‏

">سياسياً.‏

ghazialali@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية