|
ثقافة
خطوات الارتقاء الفكري او رحلة البحث الدائمة او الصعود, تمنى ان يمد الله في عمره عشر سنوات أخرى ليكمل هذا الكتاب عشر سنوات تكفي او هذا ما كان يظنه. واذ توصف مؤلفات كزانتزاكيس بالماركة المسجلة فإن نهاية ذخيرته الفكرية والفلسفية قد تفوق فيها على كل ما سبقه حتى «زوربا», هي حياته التي جمعها في كتاب واستطاع من خلال صفحاته ان يدخلك الى عقله وتتجول في اعماق مفكر استثنائي ارتقى بتفكير قارئه كما ارتقى بنفسه وصعد بك الى القمة كما صعد هو الى قمة جبل أثوس وينقل لك هذا التأثر الكبير الذي عاشه الى الحد الذي يحرضك على معرفة بوذا بوصفه معلماً ومرشداً روحياً ومخلِّصاً. يقول: من بين الناس الذين ولدتْهم الأرضُ جميعاً يقف بوذا متألقاً في الذروة، روحاً نقية خالصة، دون خوف أو ألم، مليئاً بالرحمة والحكمة, كان يمدُّ يده ويفتح الطريق إلى الخلاص وهو يبتسم بوقار، ولقد كان بوذا في نظر كزانتزاكيس المرشد الذي نظَّم فوضى أسئلته، وأعطاه السكينة والسلام الداخليين, ونيتشه غيَّر نظرته كما يقول إلى الدين والحياة، ودعاه إلى التمرد على أفكاره ومعتقداته القديمة كلِّها, حتى نظرته إلى الفنِّ, وأدرك أن دور الفن يجب ألا يقتصر على إضفاء صورة جميلة وخيالية على الواقع والحياة، بل إن مهمته الأساسية هي كشف الحقيقة، حتى لو كانت قاسية ومدمِّرة, يحكي عن الأثر الكبير الذي حفروه في عقله وقلبه حتى دورهم في تشكيل شخصيته. بين الناس والعواطف والأفكار تستطيع ان ترتحل حيث ارتحل وربما ستجد اجوبة للأهم مما شغل تفكيرك وأقلق روحك حيث يتكلم عن معاناة الإنسان وضياعه بين الفضيلة والخطيئة والأسئلة الوجودية التي ربما ستسلم ان لا أجوبة نهائية وقاطعة لها بما يسهم في أن يسكن بركان الأسئلة في داخلك. حتى الموت لن يشكل لك امرا مرعبا او حدثا جللا «أجمع أدواتي: النظر والشم واللمس والذوق والسمع والعقل, خيّم الظلام وانتهى عمل النهار, وأعود كخلد إلى بيتي، الأرض، ليس لأني تعبت وعجزت عن العمل، أنا لم أتعب، لكن الشمس قد غربت». نيكوس كزانتزاكيس 1883-1957 من أهم الفلاسفة والمفكرين والأدباء في القرن العشرين, جمعت زوجته رسائله ومذكراته وتم نشرها في عام 1961. |
|