تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تيري ميسان في كتابه ( تدمير لبنان ) : تفتيت الشرق الأوسط ..هدف أميركي

شؤون سياسية
الأحد 18/5/2008
قراءة مصطفى انطاكي

تدمير لبنان والهيمنة على الشرق الأوسط كتاب من تأليف الصحفي الفرنسي تيري ميسان واصدار شركة الخليج للطباعة والنشر في بيروت,

يكشف في فصوله الأصل الحقيقي للنظام الصهيوني ويروي بالتفصيل مخططات واشنطن وتل أبيب ومشروعهما المسمى الشرق الأوسط الكبير, ويحلل أوجه الغموض المتعلقة بالقرار 1559 ..ويلقي الضوء على أسرار جريمة اغتيال رفيق الحريري ,ودور عملاء الموساد في لبنان, مقدماً براهين دامغة.‏

كان حياً شعبياً مكتظاًَ بالسكان,حولته القذائف الإسرائيلية إلى فناء خاوٍ..في هذا الفناء الواسع اجتمع أكثر من مليون لبناني ليشاهدوا قائد المقاومة حسن نصر الله وليستمعوا إليه وهو يعلن انتصار لبنان على العدوان..كان ذلك يوم 28 أيلول .2006‏

في الحقيقة إن الهجمة الإسرائيلية على لبنان في صيف عام 2006 كانت مهيأة منذ وقت طويل من قبل اسرائيل والولايات المتحدة المخططة والداعمة..ولكن الخطط الأكثر دقة لاتستطيع مقاومة المفاجآت وكل أمر غير منتظر.‏

ولفهم ماحصل للجيش الإسرائيلي الأكثر تجهيزاً في العالم , وكيف دخل في هذه المغامرة وانهزم منسحباً أمام المقاومة, لابد من العودة إلى نيسان ..2003لأن ماحصل في هذا الوقت مقدمة لماسيحصل فيما بعد.‏

- الغزو الأمريكي للعراق وسقوط بغداد..‏

- تقديم اقتراح قانون »وثيقة مساءلة سورية« واستعادة السيادة اللبنانية.‏

- مثلث معارض لغزو الولايات المتحدة للعراق, قوامه: فرنسا وروسيا والصين, ومعارضة تركيا لاستخدام أراضيها كقاعدة لاجتياح العراق.‏

- سعي الولايات المتحدة لتحقيق عدد من الأهداف في لبنان »انسحاب الجيش السوري من لبنان-نزع سلاح المقاومة -إزاحة رفيق الحريري عن الساحةلإزالة العقبة الفرنسية«.‏

وتتابعت الأحداث متسارعة »في 14 شباط 2005 وتم اغتيال رفيق الحريري وتم اتهام سورية مباشرة حتى قبل البدء بالتحقيق -إفلاس بنك المدينة في لبنان- تشكيل لجنة تحقيق بقيادة دتليف ميليس- انسحاب الجيش السوري من لبنان«.‏

فيما كانت أجهزة المخابرات الأميركية المركزية تنشط لتنفيذ المؤامرت ضد سورية والمنطقة, وفيما كانت لجنة الأمم المتحدة منهمكة في ملف الاتهامات كان أركان القيادتين الأميركية والإسرائيلية يعدون مخططات العدوان على لبنان. ولكن بانتظار الظرف المناسب الذي جاء يوم 11 تموز 2006 حيث أعلنت المحطات أن حزب الله قد أسر جنديين إسرائيليين.‏

وهكذا بدأت الآلة العسكرية الإسرائيلية عدوانها على لبنان جواً وبحراً ثم براً.. وبدأ العرض الإعلامي في ساحة معركة أخرى حيث يتواجه المتخاصمون أنفسهم لكسح الرأي العام لدفعه إلى قبول ما يحدث على الساحة العربية.‏

لقد استمرت الحرب -33 يوماً عصيباً من القتل والدمار والاجتياحات وانهالت الاتهامات, مركزها غربي وأطرافها عربية أن المسؤول حزب الله, سورية, إيران, وإسرائيل في موقف الدفاع عن النفس ليس إلا.‏

وحانت ساعة الحساب.. وانقشع غبار المعركة.. كارثة حلت بلبنان نتيجة سيل القذائف العشوائية الإسرائيلية ضد البشر والحجر, وانكسارات لقوات الجيش الذي لا يهزم.. وانتصار المقاومة الذي جاء هدية معمدة بالدم إلى لبنان.. كل لبنان.. وانكفاء ظاهر للعيان للسياسة الأميركية في المنطقة.‏

سعى رئىس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت جاهداً إلى نفي واقع الأمور بالهزيمة, وتحمله مسؤولية قرار إصدار الأمر بالهجوم على لبنان.. وترنحت المؤسسات الإسرائيلية في البحث عن مسؤولين عن الفشل ككبش فداء.‏

في الغرب »أميركا وفرنسا« وجدتا الحل للتغلب على حزب الله والتعتيم على انتصاراته بمساعدة حكومة السنيورة في تسيير الأمور وإعادة البناء ولاسيما على صعيد الجنوب اللبناني, وتوالى مسلسل الاغتيالات وكانت المتهم أبداً سورية ومن ورائها حزب الله وإيران رغم عدم توافر الأدلة حتى الآن.. ومن المفارقة أن فرنسا التي حثت الجيش السوري على الانسحاب تحت ذريعة حرية لبنان واستقلاله, تأخذ اليوم مكانه لضمان أمن لبنان, أما القرار 1701 فهو يحصر كل المسؤوليات في يد حكومة السنيورة -غير الشرعية- وهو دور وافق السنيورة على القيام به ليصبح حارساً للمصالح الغربية والأميركية والإسرائىلية.‏

إن هذا الكتاب الوثيقة.. والموثق بكم هائل من المستندات يقدم تحليلاً جديداً ومنطقياً حول طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأهدافهما المشتركة, ويقدم أيضاً رؤية جديدة للحرب الإسرائىلية الأخيرة على لبنان وتداعياتها وأسبابها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية