|
شؤون سياسية أن يعلق على السياسة الخارجية الأميركية إزاء القضايا العربية في السنة الأخيرة من كل انتخابات رئاسية. هذه السنة 2007 كتب عن الحاجة الملحة إلى مناقشة السياسات الأميركية في الشرق الأوسط في انتخابات .2008 قال جيمس زغبي: أرى دائماً أننا كأميركيين لا نزال بحاجة لإجراء حوار وطني عام حول سياساتنا الشرق الأوسطية, بغرض إحداث تغيير في الاتجاه الذي تسير فيه تلك السياسات. لم تفعل السنوات الأربع الماضية ( أي الفترة الثانية للرئيس بوش) إلا الإسهام في زيادة حجم المآسي والكوارث التي تشهدها المنطقة. إننا توغلنا في الهوة العميقة التي كنا فيها, فمنذ عام 2005 بلوغاً لعام 2006 كانت أفعالنا كارثية. وصولاً إلى اليوم فإن السمات التالية هي الأهم التي تميز الوضع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط. ويمكن أن نبسط ذلك على النحو التالي : 1- بدلاً من هزيمة القاعدة وحركة طالبان, يلاحظ عودة ظهور هاتين المنظمتين بقوة أكثر مما كانتا عليه, وهما تهددان أمن كل من أفغانستان وباكستان, إضافة إلى انتشار تنظيم القاعدة في دول عربية بما فيها العراق وشمال إ فريقيا , إلى جانب وصوله إلى أوروبا الغربية. 2- مضى الوضع الفلسطيني إلى الأسوأ, على الرغم من تكرار قول الكثيرين إنه لا يمكن له أن يصير إلى أسوأ مما هو عليه. والنتيجة أن الفلسطينيين اليوم منقسمون فصائلياً وايديولوجياً, إضافة إلى استمرار تشديد القبضة الإسرائيلية الخانقة عليهم. 3- شهد لبنان اغتيال رئيس وزرائه السابق والكثير من قادته السياسيين, وظل منقسماً على نفسه. 4-على الرغم من الهدوء النسبي الحالي في العراق ( يقصد في أواخر عام 2007), إلا أنه يظل قابلاً للانفجار في أي وقت, مع التأكيد أن هذا الانفجار لن يكون داخلياً هذه المرة بل إقليمي أيضاً. إلى ذلك فقد تم تطهير أجزاء منه دينياً وطائفياً, إضافة إلى انقسامه على أساس عرقي وطائفي ايديولوجي. وعليه فقد ظلت الفصائل العراقية بعيدة عن التوصل إلى التسوية والمصالحة السياسية المأمولة لتحقيق الاستقرار النهائي. فالهدف الأميركي ألا يكون هناك تفاهم بين الأطياف العراقية. 5- بلغت كراهية الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة حداً »مأساوياً« من العمق والاتساع, ما يهدد مصالحنا ومصالح حلفائنا في المنطقة. كان الأولى أن نعالج هذا الأمر بدلاً من التركيز على الإيقاع بين إيران والعرب لأن استخدام العرب دريئة ضد إيران أمر يخالف التاريخ المشترك والثقافة والدين ,والقيم المشتركة. وللأسف فإن هذا هو الموقف الذي نجد أنفسنا فيه اليوم. لا مناص من تغيير اتجاه سياساتنا في المنطقة العربية. ولهذا فإن الغرض من جولتي الانتخابية هذه المرة, دعوة الجمهور الأميركي إلى التوصل إلى فهم أفضل وأعمق للمنطقة والترحيب بالحلول البناءة المثمرة مع رفض الصيغ الجاهزة الفاشلة. وللسبب عينه, فإن السؤال الواجب على الأميركيين أن يطرحوه على أنفسهم وهم يواجهون انتخابات العام الحالي, ويترقبون المعركة الفاصلة في شهر تشرين الثاني 2008 : هل نسير على النهج ذاته من السياسات الفاشلة? أم إن علينا أن نبحث عن اتجاه جديد ونعقد العزم على المضي إلى الأمام? ولكي يكون تحقيق هذا الخيار ممكناً, فإنه لا غنى عن تنوير القيادة الأميركية بحقائق سياساتنا الحالية. ومن الأسئلة الرئيسة التي لا بد من إثارتها للمرشحين في هذه الانتخابات هل هم على استعداد للمساهمة في تخليص لبنان من الشلل السياسي الذي يمر به الآن, والتقدم صوب المصالحة الوطنية والإصلاح السياسي? وهل لنا أن نكف عن وهم إحراز نصر عسكري في العراق? كيف للدبلوماسية الأميركية أن تسهم في تحفيز عملية السلام بين الإسرائيليين و الفلسطينيين? ثم أخيراً كيف لنا أن نحسن صورة أميركا في المنطقة بما يؤدي إلى تخفيف نزعة التطرف الإرهابي فيها ويساعد على استقرارها. سفير سابق |
|