تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مسرحية إزالة الحواجز!

هآرتس
ترجمة
الأحد 18/5/2008
ترجمة: ريما الرفاعي

معظم الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية, والتي كانت حكومة ( إسرائيل ) تعهدت أمام الولايات المتحدة برفعها هي حواجز آنية مؤقتة, ومنذ البداية لم يكن لها معنى ولا يخفف رفعها من معاناة الفلسطينيين أبداً.

وفضلا عن ذلك فإن معظم السواتر الترابية التي سبق أن رفعت عملياً كانت »إسرائيل« تفكر في رفعها أصلاً بعد الالتماسات المقدمة بشأنها إلى المحكمة العليا و لم يكن لذلك صلة بالاتفاق مع الولايات المتحدة.‏

والزيارات الميدانية التي قامت بها منظمات لحقوق الإنسان إضافة إلى وثيقة نقلها مكتب التنسيق الإنساني للأمم المتحدة (اوتشا) إلى منسق الرباعية توني بلير تؤكد ذلك. وفي المداولات الداخلية التي جرت في الأيام الأخيرة مع أوساط »إسرائيلية«, أعرب مندوبون أميركيون مكلفون بتطبيق خار طة الطرق عن استيائهم لانعدام حدوث أي تغيير في سياسة تقيد الحركة الخاصة بالحياة اليومية لسكان الضفة الغربية.‏

وتشير وثيقة لوكالة الأمم المتحدة إلى أنه حتى الآن جرى رفع 44 من أصل 61 حاجزاً تعهدت »إسرائيل« أمام الولايات المتحدة برفعها. ونقل التعهد إلى وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس من وزير الدفاع ايهود باراك لدى لقائهما في »إسرائيل« الشهر الماضي.‏

لكن التدقيق على الأرض أظهر أن خمسة فقط من أصل 44 حاجزاً أزيلت تعتبر ذات أهمية, أما باقي الحواجز ال 39 فقد رفعت دون صلة بالتعهد للأميركيين أو إنها عديمة الأهمية لجهة تأثيرها على نسيج الحياة للسكان الفلسطينيين وخاصة أن بعضها يوجد في مناطق عسكرية مغلقة أو في قلب ميدان أو في مداخل مستوطنات.‏

وثمة حواجز أخرى كانت رفعت قبل ذلك دون صلة بالخطوة الحالية, وجزء آخر من السواتر توصف أنها ذات أهمية محدودة, بينها تلك التي تسد الطريق نحو كرم زيتون منفرد, أو كتلك التي يوجد إلى جوارها حاجز آخر, أو توجد في منطقة غير مأهولة وهي قيد استخدام الجيش الإسرائيلي فقط وليس السكان الفلسطينيين!.‏

ومن خلال التدقيق الميداني يتضح أيضاً أن جزءاً هاماً من السواتر التي قيل إنها رفعت ما هي في الحقيقة سوى أكوام من التراب في طرق جانبية أزالها سكان المنطقة أنفسهم. وفي إحدى الحالات عاد جنود الجيش الإسرائيلي فأقاموا كومة التراب من جديد كما حصل شمالي مستوطنة شفيه شمرون, ودعوا المصورين لتصوير عملية إزالتها من جديد, في حين أن ساتراً ترابياً في منطقة قرية الناقورة قرب تلك المستوطنة أعيدت إقامته بعد أقل من ساعة من إزالته.‏

وتبين معطيات أخرى أن معظم السواتر التي أزيلت (27 على الأقل) هي حواجز آنية, أقيمت في شهر شباط الماضي في شمال الضفة وكانت ترمي إلى عزل المنطقة عن باقي أجزاء الضفة. وكان تقرر إقامتها في أعقاب العملية التي وقعت في ديمونا في بداية شباط وإخطار موضعي بسيارة متفجرة كانت ستخرج من منطقة جنين. وتعهدت النيابة العامة أمام المحكمة العليا بإزالتها في 11 آذار الماضي.‏

كما اتضح أيضاً أنه وخلافاًِ لمزاعم »إسرائيل«, فإن رفع حاجز ريمونيم (الطيبة), لم يفتح أمام الفلسطينيين ممراً حراً إلى البحر الميت حيث ينتظرهم في الطريق إلى أريحا حاجز »يتاف« المأهول بجنود الجيش الإسرائيلي, وحاجز آخر أيضاً على مقربة منه.‏

وقد رفض مكتب وزير الدفاع التعقيب على هذه المعطيات بينما الناطق باسم الجيش قال إنه حسب قرار القيادة السياسية رفع الجيش الإسرائيلي في 1 نيسان خمسين ساتراً ترابياً وحاجزاً واحداً بهدف التخفيف عن الفلسطينيين. كما تمت إزالة عشرة سواتر أخرى في 3 نيسان. وسيواصل الجيش تقويم الوضع وفحص الإمكانيات الأخرى للتخفيف على الفلسطينيين! تبدو مثل هذه الأقوال مخادعة بدرجة كبيرة وهو ما يكتشفه الفلسطينيون أنفسهم على أرض الواقع قبل أي جهة أخرى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية