تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا قيمة لاتفاق دون حماس

هآرتس
ترجمة
الأحد 18/5/2008
ترجمة: ريما الرفاعي

أما وقد وافق ايهود اولمرت على إعادة هضبة الجولان إلى سورية,حري به أن يسأل نفسه كيف سيقنع الفلسطينيين أن يبقى (جبل أبو غنيم في يد ( إسرائيل )؟

كيف يمكن للفلسطينيين, وهم الطرف العربي الأضعف, أن يتخلوا لليهود عن أعز ما يملكون?ولكن لنفترض أن جس النبض في القناة السورية سيشجع الرئيس محمود عباس على المسارعة إلى التوقيع على » اتفاق رف « يتجاوز قضيتي الاستيطان والقدس. لنفترض أن اولمرت سيعرض هذا الاتفاق على الاستفتاء. ماذا ستكون النتيجة? من الواضح انها ستكون سلبية.‏

من أجل وقف التدهور لا يكفي التقدم في المفاوضات بين حكومة( إسرائيل )وقيادة فتح. واقتحام المأزق يستدعي تغييراً في السياسة الإسرائيلية على ثلاثة محاور أخرى:( اسرائيل) - حماس وفتح- حماس و (إسرائيل)- المستوطنين. ينبغي فحص الصلات بين هذه الاضلاع الأربعة وفحص مصالح كل طرف منها. بالنسبة للطرف الأول: حتى لو تبين أن أبا مازن يائس لدرجة أنه مستعد للتوقيع على اتفاق لا يذكر القدس ولا يقدم حلاً منطقياً لمشكلة اللاجئين, فإن على اولمرت أن يختطف القلم من يد شريكه الفلسطيني, ومن الأفضل أن نخيب أمل الرئىس الأميركي, الذي سيأتي هنا مع توقعات ببعض التحسينات على أنا بوليس, على أن نحول الرئيس الفلسطيني إلى خائن في نظر أبناء شعبه بينما تحتكر الفخر والوطنية حماس وشهداء الأقصى. ماذا ستستفيد ( إسرائيل ) إذا وقعت مع فتح على اتفاق يتضمن تنازلات كبيرة , وبعد ذلك يتضح أن أغلبية الشعب الفلسطيني ترفض التقيد بها? فمن يحرص على وجود جيران ديمقراطيين, ينبغي أن يأخذ بالحسبان أن لديهم هم أيضاً كوابح في السياسة الداخلية. كيف سيسوق أبو مازن اتفاقاً تتعهد فيه (إسرائيل ) بإنهاء الاحتلال في المستقبل, وهي لم تلتزم في الماضي ولا تلتزم في الحاضر بتعهداتها برفع بضع عشرات من الحواجز?‏

وبالنسبة للطرف الثاني ,فإن حماس ستبقى جزءاً من المشكلة طالما أن حماس ليست جزءاً أساسياً من الحل, فإنها ستبقى جزءاً من المشكلة, ومع مرور نحو سنة على الحصار المفروض على قطاع غزة , حان الوقت لإبلاغ أصدقائنا في الرباعية أن سياسة المقاطعة لم تهزم حماس. وينبغي أن نشجع المصريين على استكمال صفقة إيقاف إطلاق النار وتحرير السجناء وتبني خطة رئيس الوزراء سلام فياض في نقل السيطرة على معابر الحدود بين غزة وإسرائيل إلى سيطرة السلطة الفلسطينية مقابل رفع الحصار. ومقابل ذلك ستكون حماس مطالبة بأن تسمح لفتح بإدارة المفاوضات على التسوية الدائمة بارتياح . بهذه الطريقة سيكون ممكناً إحداث تغيير إيجابي في محور (إسرائيل) - حماس وتقدم المصالح الإسرائيلية في محور فتح- حماس.‏

والطرف الثالث : على الولايات المتحدة و (إسرائيل) أن تسحبا الفيتو الذي فرضتاه على حكومة الوحدة الفلسطينية, فلا أمل أن تخلق في الأراضي الفلسطينية أجواء مصالحة واستعدادات لحلول وسط. وبشأن الطرف الرابع طالما القوتان المركزيتان وطالما كانت القوتان المركزيتان في الأراضي الفلسطينية تتقاتلان , وغزة منفصلة عن الضفة,, فإن تأجيل التصدي لإخلاء المستوطنات من الضفة الغربية حتى اللحظة الأخيرة, يدل على مبالغة السياسيين في قوة المستوطنين الايديولوجيين. وإصلاح مسار الجدار في المقاطع التي شكلت فيها » اعتبارات الأمن « ذريعة لتوسيع الكتل الاستيطانية وإزالة عدد لا حصر له من الحواجز التي لا تخدم سوى المستوطنين, سيوصل رسالة للفلسطينيين وللعالم بأسره, بأن الأمر هذه المرة ليس كلاماً في كلام.‏

وإذا تم إهمال واحد من هذه الأطراف الأربعة سيتحول » اتفاق الرف « إلى ورقة تافهة أخرى , مثل اتفاق اوسلو وخارطة الطريق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية