تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جاز أمريكي في سورية... ايريكا أوفت : قدمنا مختارات تعبر عن أملنا في السلام .. بول بابير : هدفنا التعرف على الثقافة والشعب في هذا البلد

فنون
الأحد 18/5/2008
فؤاد مسعد

زار سورية مؤخراً كل من مغنية الجاز الأميركية ايريكا أوفت وعازف الغيتار الأميركي بول بابير فأقاما ورشتي عمل في المعهد العالي للموسيقا كما أحييا حفلاً للجاز على مسرح صالة الحمراء ,

وإيريكا بدأت مسيرتها الفنية في زيمبابوي مع فرقة (الجسد والروح) وبعد عودتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية قدمت حفلات الجاز وشاركت مع مجموعة من النجوم دونت أسماءهم على لائحة مطولة خلال مهرجان شاوتاوكوا في نيويورك , أما بول بايبر وهو مؤلف وموزع وعازف فقد شد انتباه محبي الموسيقا عام 1995 عندما حصل على المرتبة الثانية في الغيتار عبر مسابقة ثيلونيس مونك الدولية لموسيقا الجاز ومن مؤلفاته (الشيء الأزرق , القرد العنكبوت , الأحمر والأسود) .. معهما كانت لنا هذه الوقفة :‏

ما الرسالة التي أتيتما وأنتما تحملانها عبر الموسيقا ?‏

إيريكا: الجزء الأكبر من البرنامج الذي قدمناه هنا كان محاولة للتعريف ببعض الموسيقا التي اشتهرت بها خمس من مغنيات الجاز الأمريكيات (بيلي هوليداي , إيلا فيتزجيرالد , سارة فون , كارمن ماكراي , نينا سايمون) كما حاولنا التأكد من تقديم مختارات تعبر عن أملنا في السلام والتفاهم الذي هو أمل كل إنسان على كوكبنا , وهذا هو مضمون موسيقانا .‏

بول: هدفنا من الحضور إلى سورية تقديم شيء للشعب السوري ليشاركنا بموهبة الموسيقا التي نمارسها وهي موسيقا الجاز شاغلنا الأكبر . كما إن هدفنا أيضاً التعرف على هذه الثقافة وهذا الشعب آملين أن نحمل معنا الصورة التي عشناها في سورية لأصدقائنا ونساهم بتمتين أواصر التفاهم بين بلدينا , وأشكر الشعب السوري على حسن الضيافة وأقول إننا نحبكم ونحب بلدكم ونتمنى العودة إليه بسرعة .‏

ما الذي تم تقديمه في الورشتين اللتين أقيمتا في المعهد العالي للموسيقا ?‏

إيريكا: قدم الطلاب في الورشة الأولى ما يعرفونه عن الغناء العربي , والجميل أنهم علمونا في الورشة الثانية كيف نغني باللغة العربية وبالفعل غنيت بالعربية وفهمت كلمات الأغنية . كما أننا في الفترة الثانية من الورشة الأولى بعد أن قدمت أغاني الجاز قدم الطلاب أغاني جاز شرقية ومن ثم قدموا أغاني الجاز الأميركية السائدة اليوم في أميركا .‏

ما الاختلاف بين ورشتي العمل اللتين أقيمتا في سورية وبين ورشات العمل في البلدان الأخرى ?‏

بول : لقد كانت فرصة جيدة بالنسبة لنا أن نرى ثقافات مختلفة , وما يميّز الطلاب هنا عن سواهم ذلك الحماس الكبير الذي لديهم فقد تقبلوا ما قدمناه وتفاعلوا معه بشكل مباشر ما يدل على أن هناك إرثاً ثقافياً مهماً موجوداً عند الطلاب .‏

أين تكمن عناصر الاختلاف بين الجاز الأميركي والجاز الذي يُقدم في البلدان الأخرى ?‏

إيريكا : نشأ الجاز في أمريكا فلدينا مظلة كبيرة له وهناك أنواع منه ولكن يبقى الرجوع للجاز الموجود في أمريكا , ولكن المتداول اليوم هو الجاز الحديث المعاصر وليس الجاز القديم .‏

ما الفرق بين الجاز القديم والحديث ?‏

بول : هناك فرق من حيث الآلات فقد تغيرت كما أن ميدان الجاز تغير وباتت هناك أنواع كثيرة له .‏

هل طريقة التوزيع الموسيقي هي واحدة مما يميز الجاز المعاصر ?‏

بول : هناك فرق كبير في التوزيع بين الجاز القديم والحديث , وكأنها لوحة فنية فيها ثمانية ألوان وهذه الألوان والأطياف ما لبثت أن تنوعت وامتدت وتطورت وكبرت جداً .. وبالتالي أصبحت أرضية الجاز بأنواع كثيرة .‏

هل من المهم لعازف الموسيقا أن يكون مؤلفاً أو موزعاً موسيقياً ? والجمع بين العزف والتأليف والتوزيع إلى أي مدى يساهم في إعطاء رؤية أوسع للمبدع ?‏

بول: عندما تكتب موسيقاك بنفسك فذلك أمر هام ولكن هدف الموسيقا عموماً هو التواصل وعندما توصل ما تريد إيصاله دون كتابة أغنياتك , وعندما تجد أن موسيقا الآخرين هي الوسيلة المناسبة فذلك يكون جيداً . وأعتقد أن هذا الأمر حقيقي بالنسبة للكثير من الموسيقيين ولكن عند نقطة معينة يصبح من المهم أن تعبر عن وجهة نظرك الخاصة وربما تجد أن أفضل وسيلة لذلك هي كتابة أغنياتك , وأرى أنه من المهم للموسيقيين خوض تجربة الكتابة الموسيقية رغم اعتقادي أن جميع الموسيقيين يستمتعون بعزف مقطوعاتهم الموسيقية والمقطوعات التي تمت كتابتها من قبل موسيقيين آخرين , وبالتالي الأمر يعود للشخص نفسه كي يقرر ما يريد .‏

(سؤال لإيريكا) لماذا لم تبدئي من أميركا وإنما من زيمبابوي مع فرقة (الجسد والروح)?‏

إيريكا: كنت محظوظة لأنني تمكنت من العيش في زيمبابوي في ذلك الوقت ومن خلال المصادفة ذهبت للعمل هناك مع (فرقة الجسد والروح) وكان ذلك كل ما احتجته حتى أسير في الطريق الصحيح ولم أتوقف منذ ذلك الوقت .‏

ضمن كثرة من يقدمون الجاز كيف للمبدع أن يترك بصمته ويحفر لنفسه مكاناًَ بينهم ?‏

إيريكا: أظن أنك تستطيع ترك بصمتك عن طريق تطوير أصالتك وخصوصيتك . هذا مهم ويأخذ وقتاً طويلاً . تقريباً كل فنان يبدأ بتقليد بطله أو بطلته , إنك تبدأ بتقليد أساتذتك وهكذا تبدأ بالتعلم كما يتعلم التلاميذ عن طريق تقليد أساتذتهم وأهلهم ولكن في النهاية يستخدمون ما تعلموه ويستقون من تجاربهم الخاصة ومن نقاط قوتهم وضعفهم وبذلك يكوّنون شخصيتهم المستقلة , وهذا ما يبحث عنه كل موسيقيي (الأصالة) وعندما تحصل على أحاسيسك الخاصة وأصالتك تكون قد تركت بصمتك وحجزت لنفسك مكاناً ولا يهم إذا سمعك الملايين أو سمعك شخص واحد أو لم يسمعك أحد فأنت أصيل وقد حجزت مكاناً لنفسك .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية