تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سنوات الضياع .. الجمال التركي باللهجة السورية

فضائيات
الأحد 18/5/2008
محمد قاسم الخليل

بعد المسلسلات المكسيكية المدبلجة, وأفلام الكرتون اليابانية,جاء دور المسلسلات التركية, ربما كانت كاسندرا وراء تتالي الدراما المكسيكية,

لكن يبدو أن تكرار واختلاف البيئة كانا وراء انصراف المشاهدين عنها, ولم ينتظر الجمهور طويلاً حتى جاءت المسلسلات التركية عبر اتفاق بين شركة تسويق تركية سورية وشركة سورية أخذت الحق الحصري لمسلسلات تركية حديثة.‏

وكانت الشركة السورية من الذكاء بمكان فاستبعدت الفصحى, وقامت بدبلجة المسلسلات التركية باللهجة السورية الدارجة المنتشرة مع توسع الدراما السورية, والمفاجأة كانت قبولاً واسعاً من المشاهدين العرب لهذا النوع من الفرجة, وأصبح الممثلون الأتراك نجوماً عند المشاهدين العرب, لا يقلون نجومية عن الممثلين العرب.‏

لم يأخذ أول مسلسل تركي مدبلج للسوريين (إكليل الورد) حقه من الحديث, حيث كان عرضه حدثاً جديداً وتابعه قليلون, وظن كثيرون أنه مسلسل سوري لشباب لم يظهروا على الشاشة من قبل, لكنهم أدركوا سر اللعبة بعد أن لاحظوا شارة المسلسل تشير إلى دبلجته باللغة العربية.‏

وبالطبع تختلف تجربة كتابة سيناريو بهدف الدبلجة عن السيناريو العادي, إذ يجب مراقبة حركة شفاه الممثل التركي واختيار الجملة الأنسب لهذه الحركة, وفي الوقت نفسه أن تكون معبرة عن المشهد.‏

بعد عرض مسلسل (سنوات الضياع) اتخذت الأمور منحى آخر, فقد أثبت المسلسل جماهيرية أكثر, وأصبح الكثيرون يتابعونه, ولأن المعلنين يتحسسون نبض المشاهدين, دفعوا القناة إلى دبلجة مسلسل آخر باسم (نور) وحظي الآخر بدوره بمتابعة جماهيرية وإن كانت جماهيرية (سنوات الضياع) لا تزال أكبر حسب ما أرى في آراء الناس.‏

لقد تضافرت عدة عوامل حققت جماهيرية واسعة لمسلسل (سنوات الضياع) ولعل في مقدمتها نجاح الفنانين السوريين, فيسمع المشاهد العربي أصوات نجومه المفضلين: ميسون أبو أسعد وأناهيد فياض وزهير درويش وعباس الحاوي وعلي كريم وإياس أبو غزالة.‏

وثانياً جعل المسلسل ناطقاً باللهجة السورية, إذ تبدو اللهجة العربية الوسط فلا هذر ولا مذر ولا مط ولا شط, ويعود قبول اللهجة السورية إلى التفوق النوعي للدراما السورية.‏

والعامل الثالث, الجمال التركي الصارخ للممثلين والممثلات, واستطاعت الممثلة توبة التي أدت دور لميس أسر قلوب الشباب العرب, وهذا ملفت بوضوح على صفحات الانترنت ومواقع الدردشة, فعندما نقلب صفحات الانترنت حول موضوع المسلسلات التركية المدبلجة سنجد مئات الشباب العرب يعلنون إعجابهم بجمال توبة بويوكوستن التي أدت دور (لميس), كما تبدي مئات البنات إعجابهن بالممثل بولنت إينال مؤدي دور (يحيى).‏

وارتفعت نجومية أبطال مسلسل (سنوات الضياع) بين المشاهدين العرب إلى درجة لم يتوقعها الفنانون الأتراك حسب ما ذكروا عند زيارتهم لدبي, ووصلت درجة التفاعل معهم إلى تقليدهم, وأصبحت شوارب شبابنا شبيهة بشوارب يحيى, وأصبحت قصة شعر لميس (موضة) مطلوبة في صالونات التجميل العربية, ويضاف إلى ذلك أن ملامح أبطال وبطلات المسلسل قريبة من ملامح الشرق العربي.‏

والعامل الرابع التقارب بين العادات والتقاليد, فيوميات المجتمع التركي أكثر قرباً إلى نظيراتها العربية, وكلنا في الهم شرق كما قال شوقي.‏

كل هذه العوامل أنتجت توليفة كافية لشد الشباب العربي من الجنسين إلى (سنوات الضياع), ما يعني أننا مقبلون على اجتياح درامي تركي, في وقت بدت فيه الدراما العربية تقليدية وتحتاج إلى تجديد مضمونها وشكلها, وطبعاً نتحدث هنا عن الأغلب الشائع في الدراما العربية وليس القليل النادر الذي أنقذ الدراما العربية من انفضاض الجمهور عنها, وربما لن تكون المنافسة القادمة بين دراما خليجية أو سورية ومصرية, بل بين العربية والتركية.‏

وفي حديث حول عملية الدبلجة مع الكاتب الدرامي وفيق يوسف مُعد (سنوات الضياع) ذكر أن المسلسل يتألف من جزءين يبلغ عدد حلقات الجزء الأول ثمانين حلقة, ومثلها الجزء الثاني, ويذكر أنه أقدم في نقل المسلسل من التركية إلى اللهجة السورية على تجربة جديدة, لكنها مفيدة له على الصعيد المهني.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية