|
شؤون ثقا فية وإمعانها في ايقاظ الطرب والحنين معا, فايقاظ المقام وحده كفيل باحداث الوجع فكيف به يبكي حينا ويحن إليه ويخاف عليه حيناً آخر. فريدة العلي ذلك الصوت النسائي الفريد المتميز في الاداء قدمت كل ماهو متميز من أجل الحفاظ على الموروث الموسيقي والغنائي العراقي الأصيل ,هذا التراث الذي يمثل أعرق الحضارات الانسانية ,حضارة وادي الرافدين بمشاركة فرقة المقام العراقي ضمن احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 م تلك الفرقة التي منذ تأسيسها وحتى اليوم استطاعت أن تتخذ لنفسها خطا مغايرا عن أساليب الغناء الأخرى السائدة في البلاد العربية .غنت فريدة فأطربت الجمهور بصوتها المتنوع الطبقات والمساحات وبأدائها الغني الذي يقترب من مشاعر المستمع خاصة أنها تغني العراق وانتقلت من أغنية إلى أخرى بشكل متواصل ومن مقام إلى آخر بسهولة وحرفية حيث استطاعت أن تمنح الأغاني أصالة وقوة وهذا ماجعل الجمهور يتفاعل معها بحرارة وذلك في باحة قصر العظم بدمشق . إبداعها جعلها تلامس أعماق الناس وهذا دليل على تجربة عميقة بدأت بها منذ أن كانت بالعراق وحتى استقرارها في هولندا عام 1997الجدير ذكره أن فرقة المقام العراقي تأسست عام 1989 على يد الفنان محمد حسين كمر امتدادا لفرقة التراث الموسيقي العراقي التي أسسها الفنان الكبير الراحل منير بشير عام 1973 وكان الغرض من تأسيس هذه الفرقة هو إحياء المقام العراقي وبقية الألوان الغنائية والموسيقية التراثية العراقية وتقديمه في المحافل والمهرجانات العربية والدولية ,وتعتبر الفرقة من أهم الفرق التي تهتم باحياء الموروث للمقام العراقي وتوصيله إلى العالم من خلال جولاتها الفنية المتعددة حيث حظيت باهتمام بالغ في كل مشاركاتها وقد اختيرت من ضمن أفضل أربع عشرة فرقة تم اختيارهم من بين خمسمائة فرقة من مختلف أنحاء العالم بترشيح من لجنة تحكيم مهرجان (ملتقى ومعرض موسيقا العالم ) . حظيت المطربة فريدة باهتمام صحافي أجنبي واسع ووصفت بأميرة المقام العراقي وسفيرة التراث العراقي ,وتمكن مشروعها مع زوجها محمد كمر من تحقيق انفتاح على الثقافات الموسيقية الاخرى ونالت ميداليات العنقاء والجو بانشي كما حصلت على ميدالية المنتدى الدولي الأول للتعبير الفني والصوفية في الجزائر |
|