تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الخط العربي يتألق في دمشق عاصمة الثقافة العربية

شؤون ثقافية
الأحد 23 تشرين الثاني 2008 م
مانيا معروف

حمل الخط العربي بكل تفرعاته وأشكاله الفنية..اللغة العربية وتفنن في إظهار جمالياتها, بأيدٍ للخطاطين تلف بحرير,‏‏

فقد غزلت هذه الأيدي منذ الفترة الإسلامية أجمل المعالم الخطية في المساجد وقصور الملوك..والكتب التي أنجزها خطاطون عرفوا أهمية اللغة العربية وضرورة إيصالها بحامل حقيقي للأجيال ألا وهو الخط العربي..وليس أدل وأعمق على روعة الخط إلا كتاب المسلمين الأعظم /القرآن الكريم/ الذي برع خطاطوه على مر العصور بكتابته.‏‏‏‏

اليوم في دمشق وهي متوجة عاصمة للثقافة العربية تحتضن في جنباتها معرضاً وملتقى الخط العربي..يكاد يكون الأول بأهميته وشموليته اهتمامه بالخط العربي مع تسليط الضوء على حقبة طويلة لهذا الفن العظيم الذي يضاهي أهم اللوحات.‏‏‏‏

هذا الملتقى يسلط الضوء أيضاً على الخطاطين داعماً لهم لأنهم يمثلون ويحملون فناً شرقياً خالصاً..هذا الفن مهدد كل يوم بالاندثار وطيه في غياهب التاريخ..فهل نعيد من خلال تكثيف الملتقيات والمعارض..وورش العمل إحياءه..?‏‏‏‏

هذا الملتقى كان متنفساً للخطاطين ليقولوا مالديهم..ليتعرفوا على خبرات وتجارب بعضهم إضافة لورش العمل التي استفاد منها طلاب معهد الفنون التطبيقية قسم الخط العربي وطلاب كلية الفنون..إضافة لمحاضرات أغنت هذا الملتقى من خلال التعريف بقواعد فن الخط وبعدها التاريخي المعاصر وتقانات مهنة الخط وبعدها التاريخي المعاصر..الآفاق المعاصرة للخط وتحديات التقانات الحديثة.‏‏‏‏

التصويت للخطاطين الأفضل‏‏‏‏

د. علي دياب - جامعة دمشق..وهو من اللجنة التنظيمية لمعرض الخط يقول: كُلفنا من قبل احتفالية دمشق أنا ود.ياسر عبَّار والأستاذ عدنان شيخ عثمان بالتحضير لملتقى الخط العربي وتم إرسال الدعوات للخطاطين في سورية والدول العربية إضافة لدعوة خطاطين بارزين من الجمهورية الاسلامية الايرانية..ومن تركيا وقد اعتذروا لتعارض الملتقى مع برامجهم ونشاطاتهم..ويضيف د.دياب حول الطريقة التي اتبعت في اختيار أفضل الأعمال القول: وضعنا شروطاً لتلافي الأخطاء التي كانت في المعارض السنوية وهذه الشروط يجب أن تحقق مجموعة شروط أهمها..أن تكون الأعمال جديدة وأن تكون للخطاط ذاته (غير مقلدة), تم استثناء مجموعة من اللوحات التي لم تحقق الشروط المطلوبة..خصصت خمس جوائز لأفضل خمسة أعمال قيمة, الجائزة مئة ألف ل.س ستوزع جائزتان للضيوف وثلاث جوائز للخطاطين السوريين, أما عن جودة العمل الفائز كيف تحكّم فيقول د. دياب..سوف نتبع طريقة جديدة لأول مرة تتبع في ملتقى, ستوزع بطاقات على الخطاطين المشاركين لاختيار أفضل عملين للخطاطين الضيوف..وأفضل ثلاثة أعمال للخطاطين السوريين بطريقة التصويت والخطاط الذي يجمع أكثر الأصوات سوف يحصل على الجائزة..أيضاً هناك اقتناء لمجموعة كبيرة من الأعمال لخطاطين سوريين قيمة كل لوحة 50 ألف ل.س إضافة لحرية البيع.‏‏‏‏

ويرى د. علي دياب أن الخط العربي يشهد نهضة كبيرة, والخطاطون في سورية وصلوا إلى مستويات لم تشهدها سورية سابقاً ورغم الإمكانيات المتواضعة المتاحة لهم فلم يشاركوا في مسابقة عربية أو عالمية إلا وحصلوا على ثلثي الجوائز.‏‏‏‏

الخطاطون السوريون مميزون‏‏‏‏

جليل رسولي - إيران..يتحدث عن تجربته بهذا الفن الرائع..أعمل منذ حوالي 45 عاماً في الخط والرسم, لي 32 معرضاً شخصياً في إيران و22 معرضاً في أنحاء العالم..يسعدني الاهتمام بالخط في سورية والمستوى الذي وصل إليه الخطاطون السوريون متقدم وجيد, أما في إيران فمستوى الخط وصل إلى اعتباره الفن القومي للشعب الإيراني والخط الفارسي هو الفن الذي يناسب اللغة والأدب الفارسي..في إيران الاهتمام كبير ولدينا متاحف تُعنى بالآثار الخطية وتجمعها إضافة لمراكز تعلّم فن الخط.‏‏‏‏

محمد صفار باتي - الجزائر: حظيت باستضافة من بلد شقيق وهو امتداد طبيعي للجزائر, يرى بأن مستوى المشاركات جيد إضافة إلى أن الخط يشهد نهضة حقيقية في سورية والجوائز الدولية التي يحصدونها في شتى المسابقات هي دليل على أهمية وتقدم الخط في سورية..أما في الجزائر وكونها في العام الماضي كانت عاصمة للثقافة العربية أقيم أول مهرجان دولي للخط والزخرفة الإسلامية. كان هناك إقبال غير متوقع من الخطاطين الجزائريين..حيث نشهد حالة انبعاث وإحياء للخط العربي.‏‏‏‏

الخط..هوية‏‏‏‏

محمد القاضي - سورية..يرى أن هذا الملتقى أهم ماحدث من ملتقيات للخط في دمشق ويليق أن يكون لدمشق عاصمة الثقافة..وهو فرصة للقاء الخطاطين العرب والمسلمين ليتبادلوا الآراء ويستفيدوا من تجارب بعضهم..وأرجو ألا يكون الملتقى اليتيم بل أتمنى أن يتكرر, ببساطة الفن التشكيلي في بلادنا عمره لايتجاوز ال 50 سنة..والخط هو الهوية العربية للفن الإسلامي والذي عمره 1400 سنة وأكثر حيث حرم الإسلام آنذاك الرسم والنحت, لذلك انصبت الطاقات والاهتمام عبر الأجيال في الدول العربية والإسلامية على هذا الفن لأنه المتنفس الوحيد وبالتالي تحولوا به من فن ثانوي ملحق بالفنون الأخرى إلى فن مستقل حقيقي له قيمة, الآن وريقة تباع في المؤسسات الثقافية والمتاحف الكبرى في العالم بأضعاف ماتُباع به لوحة تشكيلية.‏‏‏‏

ويضيف أ.القاضي..أرجو أن ينزع الناس من ذهنهم مهنية هذا الفن, فهناك أناس تكتب (آرمات) وقطع عناوين فهذا شكل أما الخط فهو فن حقيقي..إذ يتنوع ليصل إلى ثلاثين نوعاً..المستخدم منها حوالي الثمانية..الخط لايترك جملة إلا ويدخلها في إطار جمالي..ولكن قد يكون هناك جهل من القيمين على الفن بأهمية الخط كفن قائم بحد ذاته, مع الأسف الفنان التشكيلي لايعتبر الخطاط فناناً وهذا شيء يصب في حالة جمود وتراجع في النظرة للفنانين السوريين فهم في عتمة فمن المسؤول عن ذلك?!..‏‏‏‏

قديماً كان هناك تربية عينية جمالية للمتلقي..مثلاً كان بائع الفلافل لايقبل الكتابة سوى عند بدوي الديراني وهو من أشهر الخطاطين في سورية.‏‏‏‏

الثُلث ملك الخطوط‏‏‏‏

مثنى العبيدي - العراق..يتحدث عن تجربته بالقول: درست الخط في جمعية الخطاطين العراقيين على يد الأستاذ عباس البغدادي..وتخصصت بالخط وأنا خريج علوم كيمياء..حصلت على جوائز في اسطنبول 97 - ومهرجان بغداد العالمي 93 - 95 - بينالي الشارقة..أما عن الملتقى فيقول: تفاجأت بالمستوى الجيد كماً ونوعاً للمشاركين في الملتقى وهي ذات مستوى رفيع..أشارك بعمل واحد إضافة لورش العمل التي تقام للطلاب..ويرى العبيدي أن أصعب الخطوط هو الثلث لأن مسافاته كبيرة وصعب على الخطاطين اتقانه ويعتبر ملك الخطوط فهو خط الملوك تكُتب به المساجد والقصور..وكان البدوي الديراني مبدعاً فيه وفي العراق هاشم البغدادي.‏‏‏‏

نشير إلى أن الملتقى يترافق بثلاثة معارض وهي للأعمال التراثية لخطاطي بلاد الشام وإيران وتركيا خلال الفترة من منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين ومعرض للمخطوطات والمصاحف الأثرية..ومعرض لأعمال الخطاطين المشاركين في الملتقى..وسيصدر عنه عدة مطبوعات أهمها: كتاب لبدوي الديراني أحد أهم أعمدة الخط العربي في سورية ودليل لأعمال الخطاطين المشاركين, وكتاب عن أهم الأعمال التراثية لخطاطي سورية بين القرن 19 - ومنتصف القرن العشرين هذا ويستمر المعرض من 16 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول في مكتبة الأسد.‏‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية