|
البقعة الساخنة وأهم من أن تتحول الى مادة للسجال السياسي , إنها حق مشروع لايحتمل أي مساومة أو تعديل , ولاتحتاج نقاشا في مشروعيتها من أي جهة كانت , سوى من صاحب الحق الذي هو الشعب الفلسطيني بمجموعه , المشرد في أربع جهات الأرض , والذي لاينتظر بديلا عن أرضه أو تعويضا ًعنها . ولأن الأمر على هذا النحو من العمق والاتساع من جهة أولى , ومن المبدئية والثبات وانعدام أي إمكانية للتعديل فيه من جهة ثانية , فإنه يغدو القضية الأساس في أي مشروع للسلام في المنطقة العربية , وتجاهله أو التعمية عليه لايفيدان فيه أبداً لا في صنع السلام , ولا في البحث عن المقومات الحقيقية للسلام . على هذا , يأتي انعقاد الندوات والمؤتمرات والفعاليات المختلفة التي تتحدث عن حق العودة , توضيح مفاهيمه وتكريسها عنواناً رئيساً لا يقبل جدلاً أو نقاشاً , يأتي بمثابة التذكير الدائم والمستمر لكل من له صلة مباشرة أو غير مباشرة بالصراع العربي الاسرائيلي, بأن ثمة شرطا , أو لنقل طريقاً وحيداً باتجاه واحد نحو السلام الحقيقي العادل والشامل هو ضمان تنفيذ حق العودة والقرار الدولي الخاص به 194 والقاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها , وبأن هذا الحق لا يسقط بالتقادم ولا بالتفاوض ولا بالتسويات . وبطبيعة الحال , فإن حق العودة والالتزام بتنفيذه يعني بالضرورة أن ثمة وطناً وأرضاً تستعيد أهلها التاريخيين , الأمر الذي يعني بدوره ضرورة قيام الوطن الفلسطيني على أرضه التاريخية والموروثة . فحق العودة مرتبط تماماً بحق استعادة الوطن الفلسطيني المغتصب , وإزاحة التضليل وتبديد العمى حول العلاقة بين حق العودة وحق الوطن هي المهمة الأساسية لأي نشاط واتجاه لصنع السلام او المساهمة في صنعه . |
|