|
رؤية وانتقلت عدوى الماضي الى السينما, فرأينا خلال المهرجان حسيبة وأيام الضجر وبسمة الحزن, وكلها تنهل من النصف الأول للقرن العشرين. ولم يقف المسرحيون متفرجين على ما يعرض على الشاشتين فكانت أيام السمرمر على خشبة المسرح... وليس الماضي هو وحده الذي وضع كل هذه الأعمال في سلة واحدة.. بل وجدت مشاهدة واسعة تبارى النقاد في تحليلها والتكهن بأسبابها, وطبعاً هناك مؤسسات مختصة برصد الأعمال الأكثر مشاهدة, ولكنها حتى الآن لم ترصد الدافع الى تلك المشاهدة.. يقولون إنه الحنين الى الماضي الجميل.. ويقولون إن العرب يحبون الحكايات.. وقد عوضتهم الدراما السينمائية والتلفزيونية عن حكايا الجدات والأجداد عن تلك الأزمان. لا أدري كيف تعارفوا على مصطلح الماضي الجميل.. وكأن الناس كانوا يعيشون في نعيم مقيم... يتحدثون عن الماضي الجميل ويتجاهلون الثغرات الدرامية والهنات الفنية التي اكتنفت دراما الماضي والتي وصلت حسب أسس بناء السيناريو الى عدم التصديق. يتحدثون عن ماضي جميل ويتجاهلون أن تلك الأعمال كانت انتقائية في اختيار الأحداث والشخصيات والأمكنة والعلاقات الاجتماعية وحتى الحوار والألفاظ. يقولون الماضي الجميل ومن يشحذ ذاكرته حتى من الأجيال التي وعت فترة الستينيات يذكر شظف العيش في المدن والقرى.. كانت الأشياء رخيصة.. بقرش.. ولكن من كان يملك قرشاً?! ربما الأجمل في الماضي هي فقط قلة السكان والمساحات الواسعة والشوارع الهادئة.. فعن أي ماض جميل يتحدثون?!! |
|