|
لوس أنجلوس تايمز لكن كثيراً ما تكون الحملات الانتخابية مصدر إحباط وقلق لمنظري السياسة الخارجية, وعندما تضع الحملات الانتخابية هذه أوزارها ويسدل الستار على السباق, يبدأ الرؤساء المنتخبون بالعودة إلى الأكاديميين المختصين في السياسة الخارجية بحثاً عن المشورة والرأي. ففي هذا الإطار لجأ جون كيندي ولندون جونسون إلى ماكجورج باندي من هارفرد وولت روستو من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا للاستعانة بآرائهما وأفكارهما ومعرفتهما الأكاديمية بميدان العلاقات الخارجية, ومن جهته استدعى الرئيس ريتشارد نيكسون هنري كيسنجر وأنزله من برجه العاجي في الجامعة إلى العلاقات الدولية وأسند إليه مسؤوليات الأمن القومي. أما جيمي كارتر, فقد اعتمد على زبغينيو بريجنسكي من جامعة كولومبيا, بينما لجأ الرئيس بوش إلى كونداليزا رايس من ستانفورد وإلى بول وولفوفيتز من جون هوبكنز وكلاهما سجلا بصمات تحصد أمريكا نتائجها داخلياً وخارجياً. والسؤال القائم الآن هو: من هم الأكاديميون المتوقع أن يلتحقوا بفريق أوباما خلال الأسابيع القادمة? يبرز هنا اسم سامانتا باور من جامعة هارفارد الفائزة بجائزة بوليتزر وهي رغم استقالتها من حملة أوباما في آذار الماضي بسبب وصفها لهيلاري كلينتون ب الوحش, إلا أنها من المحتمل أن تعود مجدداً إلى فريقه بعد نجاحه, إذ يعرف عنها إيمانها القوي بالجانب الأخلاقي في السياسة الخارجية وانتقادها اللاذع للسياسة الأمريكية الحالية وما يجري في الخارج نتيجة هذه السياسية . وأحد الأسماء المحتمل تعيينها في إدارة أوباما هو البروفسور جون إيكينبوري من جامعة برينستون والذي يصف تصوره ابعملية بناء نظام ليبراليب, ويرى البروفسور ايكنبوري أنه يجب على أمريكا الاحتفاظ بدورها في بناء مؤسسات دولية قوية وإقامة التحالفات مع القوى الدولية بنفس الطريقة التي اتبعها فرانكلين روزفلت وهاري ترومان, وبالفعل هناك الكثير من الأكاديميين الذين وقفوا بجانب أوباما أثناء حملته ويحتمل انضمامهم إلى إدارته ومن أبرزهم سارة سيويل المتخصصة في حقوق الإنسان من جامعة هارفارد. وفي هذا الإطار, يبرز اسم سوزان رايس مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الأفريقية في إدارة كلينتون, كما يبرز أيضاً اسم أنتوني ليك الأستاذ في جامعة جورج تاون ومستشار الأمن القومي في عهد الرئيس كلينتون, ولعل الشيء المفيد في انضمام هذه الأسماء إلى إدارة أوباما هي مؤهلاتهم الفكرية الكبيرة التي تظهر من خلال كتبهم ومقالاتهم الأكاديمية. لكن ثمة مشكلة حقيقية تكمن في أن الأكاديميين الذين يتبنون نظرية محددة ويحاولون إثباتها قد تؤدي في النهاية إلى وضع مختلف لايتناسب مع تصورهم السابق, فمثلاً اعتبر روستو خلال إدارتي كيندي وجونسون أن دول العالم تحركها جميعاً المصالح الاقتصادية ولا شيء آخر سواء في الحرب أو السلام, وهذا ما جعل روستو يعتقد أن تدمير البنية التحتية لفيتنام الشمالية كاف لإقناع الرئيس- هوتشي منه - بالتراجع لتخفيف الأضرار الاقتصادية, لكن ما حصل هو أن - هوتشي منه- امتص القصف الأمريكي ليبلغ هدفه الأكبر المتمثل في الوحدة الوطنية,لقد فشل روستو في تقدير قوة الايديولوجيا التي تغذيها المشاعر القومية, وبنفس الطريقة اعتبر بول وولفوفيتز أن إقالة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ستؤدي تلقائياً إلى نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط, وعليكم أن تتخيلوا ما آل إليه المشهد بعد مرور خمس سنوات, إذ لانرى سوى الفشل المتكرر لسياسة بوش. لكن لحسن الحظ أن ايكنبوري وباور يختلفان عن روستو وولفوفيتز, إذ يؤمنان سوية بالدبلوماسية المتعددة الأطراف وبأولوية الحوار في حل المشكلات وبضرورة التحدث مع الأعداء. |
|