|
ايمانيتيه التي لاتتجاوز مساحتها 360 كم مربعاً تئن بل تموت رويداً رويداً تحت ضربات إسرائيل الموجعة وفصلها عن العالم منذ حزيران 2007 ليعيش سكانها الذين يبلغ عددهم ال 5.1 مليون نسمة كالسجناء لايستطيعون الخروج منها مطلقاً. وما إغلاق غزة وفصلها عن العالم إلا عقاب جدي نفسي أليم يجتره السكان الأبرياء حسب ماصرح به مكتب الإغاثة واللاجئين الفلسطينيين التابع للأمم المتحدة. وكانت وكالة الأمم المتحدة أشارت إلى أن قيامها بتوزيع المواد الغذائية كالقمح واللحم والحليب البودرة والزيت لنحو 750 ألف فلسطيني في غزة قد توقف لعدم التمكن من الوصول إلى الأراضي المحتلة. ويشار إلى أن عدد الشاحنات التي تحمل الوقود والبضاعة ومختلف المنتوجات الضرورية للقطاع الاجتماعي- الاقتصادي والصحي قد تقلص من 300 شاحنة عشية الحصار ليصل إلى 45 شاحنة في بداية الحصار ليستقر من ثم على الصفر. ونتيجة لذلك فإن ندرة المواد الغذائية أدى وبشكل تلقائي إلى ارتفاع الأسعار, حيث ارتفعت نسبة الوفيات بين الأطفال إلى 30 بالألف وهي أكبر نسبة على مستوى العالم. كما أن الضرر لحق بالأنشطة الاقتصادية كافة وإلى حد كبير, إذ توقف عن العمل نحو 960 مصنعاً للألبسة ينتج نحو 5 ملايين قطعة للسوق الإسرائيلية ليدخل أكثر من 25 ألف عامل مرحلة البطالة. كما أن القطاع الزراعي المتضرر دوماً بالأصل لم ينتج من ذلك, فالأراضي الزراعية التي تتراوح مساحتها 70 ألف هكتار, وتستخدم أكثر من 40 ألف عامل أي 12% من عدد السكان قد تفتت, وفي هذا القطاع الحيوي الاقتصادي أدى منع تصدير المنتجات الزراعية إلى خسارة نحو150ألف دولار في اليوم إضافة إلى النقص في البذار والعلف والتجهيزات الزراعية. والخطير في الأمر أيضاً هي تلك النتائج المترتبة على البنية التحتية كالصحة والتعليم والحياة اليومية لسكان غزة بشكل عام, لقد توقفت عن العمل تماماً جميع المشاريع المسجلة في برامج الأمم المتحدة كتسوية الشبكات الطرقية والشوارع والقرى والمدن وبناء الجامعات والمشافي والتي تقدر قيمتها ب 350 مليون دولار, لقد تم وقف بيع 161 نوعاً من الأدوية الضرورية لمعالجة مختلف الأمراض وتعطل نحو 90 جهازاً طبياً, إضافة إلى ذلك قام الجيش الإسرائيلي بمنع 1150 مريضاً من المغادرة للمعالجة في الأردن أو مصر أو سواهما منذ عام 2007. هذا عدا عن الصدمات والشدات النفسية التي شهدت ارتفاعاً حاداً هذه الفترة بين صفوف الفلسطينيين, وخاصة الأطفال والمراهقين منهم, ولاننسى معامل السيارات التي أقفلت جميعها تقريباً بسبب نفاذ الوقود وقطع الغيار, إضافة إلى تعطل عمليات تنقية المياه ومعالحة النفايات. ألا تدعو هذه اللوحة القاتمة لغزة الجريحة المجتمع الدولي ليكف عن التأمل فقط بجراحاتها الثخينة?. |
|