|
الافتتاحية الذي يمكن استشفافه من هذا النشر الاعلامي لا يشير إلى أن كل هذه الجهات تتبنى المبادرة.. بل تروج لها بشكل مقتضب لإحدى غايتين: 1- جهات تحلم ان تعبر من خلالها الى( العقل الاسرائيلي )لاقناعه بما تحويه من المبادىء الأساسية لعملية السلام. 2- جهات تريد أن تخرجها من كونها وثيقة ليست للمناقشة, بل للقبول أو الرفض, في محاولة للعب بها وبالزمن من خلال السعي لإدخال تعديلات عليها. وفق السياسة الإسرائيلية والموقف المعلن من هذه المبادرة, فإن إسرائيل ترفضها.. وتريد أن تدخل عليها لإفراغها من أهم محتوياتها وهذا بحد ذاته رفض أكيد لها. موقف إسرائيل من المبادرة هو موقفها من مسألة السلام كلها.. والقول إن الذهنية الإسرائيلية لم تجهز لقبول السلام, لا يؤثر في صدقه ومصداقيته الاتجاه الاعلامي لترجمة المبادرة إلى العبرية ونشرها إعلامياً و(المغمغة) والدوران حولها. المبادرة العربية أوجبت حلاً عادلاً اتفاقياً لمشكلة اللاجئين على أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194.. وتذكر في فقرة أخرى (رفض كل أشكال التوطين) للفلسطينيين في الدول العربية. والفقرتان تؤكدان حق العودة للفلسطينيين.. ولعل هذه أهم محطة يضعنا فيها الجمَّال.. حق العودة هو العنوان الأهم في القضية الفلسطينية اليوم, ومركز اساسي فيها, وهو المبدأ الذي يجتمع حوله الفلسطينيون ليقتربوا خطوة من إنهاء انقساماتهم.. ويشكل قاعدة للتفاهم مع الدول المضيفة للفلسطينيين (أي الدول العربية). لقد فرط العرب بالكثير تحت تأثير الحروب والهزائم والمواقف الدولية , التي أوصلتهم إلى حالة من اليأس, تبدو أحياناً بصورة التخاذل بهذا المستوى أو ذاك.. ولا يمكنهم أبداً التراجع أو التردد بحق العودة, لأنه يشكل اليوم العنصر الأبرز والأهم في القضية الفلسطينية. وجود اتفاقيات سلام ثنائية بين إسرائيل ودولة عربية أو أي شكل من أشكال التطبيع , لا يتعرض لحق العودة ولا يتعارض معه, لأن القضية الفلسطينية, قضية الشعب الفلسطيني وحق كل فلسطيني, الذي لا يجوز لأي كان في الدنيا أن يجرده منه... لقد أكدت المبادرة العربية حق العودة للفلسطينيين.. وطرحت أمام العالم منذ أكثر من خمس سنوات... وكان التعامل معها في الدول المتفهمة تعامل إعجاب وفقط?! وفي الدول غير المتفهمة وفي طليعتها إسرائيل طبعاً والولايات المتحدة الأميركية, تعامل رفض!! وإن ازدان أحياناً بعبارات ترحيب ما... ولعله كان يجب أن يحدد للمبادرة عمر زمني بحيث إما تُقبل أو تُسحب.. وألا يترك المجال مفتوحاً لتحويلها إلى لازمة لسجالات طويلة الأمد, لن تأتي بنتيجة وستفقدها طبيعتها من حيث هي نص للقبول أو الرفض وليست للتفاوض.. قد يكون الزمن الأقصى المناسب لاستمرار طرح المبادرة على المجتمع الدولي وإسرائيل للقبول بها أو رفضها, هو موعد القمة العربية القادمة (قمة الدوحة آذار 2009) بحيث يكون مستقبلها بنداً على جدول أعمال القمة, يُبت بها بشكل نهائي.. ولا تترك مجالاً لهذه الأساليب التي تتبعها إسرائيل وغيرها مع هذا النص.. وإلى ذاك التاريخ, ومابعده, وما قبله, وفي حالتي القبول والرفض, يكون حق العودة راية يجتمع تحتها العرب, والفلسطينيون أولاً. سورية التي تستقبل اليوم آلاف العرب والأجانب, في واحد من أضخم المؤتمرات العربية لتثبت حق العودة, كان دائماً هذا الحق ثابتاً في سياستها ورؤيتها وصمودها الدائم مع القضية الفلسطينية... ويأتي المؤتمر الذي نستضيفه اليوم في إطار هذه الحقائق... وفي إطار تأكيد دورها العربي كأحد أصلب المواقع المتبنية للقضية الفلسطينية... وفي إطار مهمتها كرئيس للقمة العربية خلال هذه المرحلة.. سورية هذه أعلنت وتعلن دائماً..أن لا تراجع عن حق العودة للفلسطينيين وأن السلام هو خيارها الاستراتيجي. a-abboud@scs-net.org |
|