تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غزة تحت الحصار .. وضمير العالم رهن الاعتقال

وكالات- سانا- الثورة
الصفحة الاولى
الأحد 23 تشرين الثاني 2008 م
محرز العلي

رفضت اسرائيل لليوم الثامن عشر على التوالي فتح معابر قطاع غزة معرضة بذلك مليوناً ونصف مليون فلسطيني لخطر كارثة انسانية نتيجة نفاد المواد الغذائية ونقص الادوية والرعاية الطبية

ومتجاهلة النداءات الدولية التي اتت على لسان مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز والذي دعا فيه اسرائيل لانهاء ما وصفه بالاغلاق غير المقبول للمعابر الحدودية, والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي والذي طالب بفك الحصار الجائر ومدير عمليات الاونروا.‏

في غضون ذلك توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة حجر الديك جنوب شرق مدينة غزة وداهمت المنازل واعتدت على سكانها بالضرب.‏

فقد حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا من تعرض قطاع غزة لكارثة انسانية في حال استمرت اسرائيل في حصارها للقطاع ومنعها وصول المساعدات الانسانية للفلسطينيين ولاسيما مع نفاد الوقود والغذاء والدواء وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام المياه النظيفة وتوقف معظم المخابز عن العمل في الوقت الذي دعت فيه الامم المتحدة سلطات الاحتلال الى انهاء الحصار غير المقبول.‏

وحذر جون غينغ مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الانروا في قطاع غزة من ان سبعمئة وخمسين الف طفل فلسطيني يدفعون ثمن الحصار الاسرائيلي على القطاع.‏

واضاف غينغ في حديث لقناة الجزيرة ان السلطات الاسرائيلية تمنع الوكالة من ايصال المساعدات الموجودة في الموانئ الى الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة محذراً من خطورة الوضع الانساني في القطاع حيث نفدت المواد الغذائية والصحية الاموال من المصارف الفلسطينية ولم يعد بامكانها تقديم المساعدات للفقراء في القطاع.‏

وطالب غينغ المجتمع الدولي بحماية الشعب الفلسطيني مؤكداً ان الحصار الاسرائيلي على القطاع هو أمر يدعو الى الخجل ولا يمكن التسامح فيه ولابد من ايقافه.. وبعث برسالة استغاثة للمجتمع الدولي للعمل على وقف الجريمة بحق الانسانية التي ترتكبها السلطات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين.‏

في السياق ذاته دعا مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز سلطات الاحتلال الاسرائيلي الى انهاء الحصار العسكري على قطاع غزة واصفاً هذا الحصار بأنه غير مقبول‏

هذا وقد طالب اكمل الدين احسان اوغلو الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي المجتمع الدولي بالتحرك بالسرعة القصوى للضغط على اسرائيل لفك حصارها الجائر عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.‏

وقال اوغلو في مقابلة مع قناة الجزيرة أمس ان لدينا امدادات كثيرة الي غزة لكنها ممنوعة من الدخول في محاولة اسرائيلية لايذاء الشعب الفلسطيني.‏

وانتقد اوغلو بشدة الصمت الدولي على ممارسات الاحتلال الاسرائيلي والحصار الذي تفرضه على قطاع غزة وقال انه لعار كبير على العالم لصمته أمام ما يجري في القطاع من قهر وتعذيب وحرمان.‏

من جانبه قال الدكتور حسن خلف مدير قسم الاطفال في مجمع دار الشفاء في قطاع غزة ان القطاع الصحي في غزة يشهد نقصا شديدا في الادوية والمعدات بينما يهدد انقطاع الكهرباء حياة الكثير من المرضى والاطفال حديثي الولادة.‏

الى ذلك اكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية بفلسطين المحتلة ان الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة للمقدسات الاسلامية في مدينة الخليل تندرج ضمن مخطط مبرمج منذ عام 1948 يهدف السيطرة الكلية على منطقة المسجد الابراهيمي وتهويدها وجعلها امتدادا للتوسع الاستيطاني الذي يشكل خنجرا في خاصرة البلدة القديمة للخليل.‏

وقال صلاح في حديث لقناة العالم الليلة ان الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا بوجه سياسة التطهير العرقي الاسرائيلية الرامية لترحيل الفلسطينيين من الخليل والقدس المحتلة وتشويه التاريخ الفلسطيني وعراقته وجذوره الضاربة بعمق في التراث العالمي والاسلامي.‏

واشار صلاح الى ان الاحتلال الاسرائيلي يحمي المستوطنين ويشجعهم على ممارسة الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وتدنيس المقدسات الاسلامية والمسيحية ومهاجمة المنازل وترويع الامنين اضافة الى مساندة الاجهزة القضائية والحكومية الاسرائيلية لهم باقرار التشريعات والاحكام المخالفة للدساتير والشرائع الدولية والهادفة بشكل اساسي لتغيير ديموغرافية الاراضي الفلسطينية المحتلة السكانية والدينية والتاريخية.‏

وقال خلف لتلفزيون الجزيرة ان المشافي في قطاع غزة وخاصة قسم الاطفال في مجمع دار الشفاء يعاني من انقطاع الكهرباء لمدة 16 ساعة متواصلة ما يهدد حياة الاطفال.‏

وأضاف انه اذا ظل الوضع على ماهو عليه في نقص الكهرباء فستحصل كارثة للاطفال الحديثي الولادة الخدج الذين لايحتملون ويعتمدون على الكهرباء في ضبط درجة حرارتهم وتنفسهم واعطائهم الادوية والمحافظة على حياتهم مطالبا المؤسسات الدولية في ادخال بعض قطع الغيار من مولدات وادوية لانقاذ الاطفال الحديثي الولادة.‏

من جهته قال مراسل قناة الجزيرة بفلسطين المحتلة ان نحو 160 نوعا من الدواء قد نفدت من المستودعات التابعة لوزارة الصحة اضافة إلى 120 نوعا ايضا على وشك النفاد وهناك حالات مرضية حرجة تقدر ب250حالة تحتاج الى العلاج الفوري في الخارج.‏

واضاف المراسل اما بالنسبة إلى وضع المخابز في القطاع فهو صعب للغاية بسبب نفاد الوقود واعلان شركة المطاحن الكبرى في غزة عن وقف انتاج الدقيق اثر نفاد المحروقات اللازمة لتشغيلها.‏

وقال ان الاوضاع في قطاع غزة مأساوية وتستدعي التدخل السريع وفتح المعابر لانها المدخل الوحيد والمنقذ لادخال مايحتاجه سكان قطاع غزة الذي يتواصل حصاره منذ اشهر عدة نتيجة استمرا الحصار واغلاق جميع المعابر مع غزة.‏

كما أكد محمود جودة منسق شبكة المنظمات الشبابية ألفلسطينية ان الحصار الجائر اللاانساني الذي تفرضه قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة جريمة حرب منظمة ضد الشعب ألفلسطيني.‏

وقال جودة ان سلطات الاحتلال من خلال اغلاقها لكل المعابر التجارية والحدودية مع قطاع غزة تفرض سياسة العقاب الجماعي على ألفلسطينيين وتأتي في اطار مخططاتها الهادفة للضغط عليهم لترك أراضيهم.‏

وقال ان الوضع الاقتصادي في غزة كارثي ويوشك على الانهيار كليا مؤكدا ان استمرار الحصار والعدوان على الشعب ألفلسطيني لن يضعف عزيمته وصموده بوجه المحتل الاسرائيلي.‏

من جهته أدان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس الممارسات و الاجراءات التعسفية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة.‏

واعرب موسى في بيان عن قلقه ازاء تعنت اسرائيل واصرارها على مواصلة الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة ورفضها الدعوات الدولية لفتح المعابر من القطاع وإليه محذرا من كارثة انسانية خطيرة قد تنشا نتيجة الاجراءات الاسرائيلية الخطيرة التي تمثل خرقا سافرا للقانون الدولي والانساني لا يجوز السكوت عنه.‏

واضاف موسى ان شبح المجاعة الذي يهدد الفلسطينيين والازمة التي يواجهها القطاع الصحي في غزة ونقص الادوية والرعاية الطبية بسبب الحصار الاسرائيلي يتطلب تحركا من كافة الاطراف والمنظمات الدولية المعنية لاتخاذ الخطوات اللازمة بما يضمن وضع نهاية فورية للكارثة الانسانية التي تلحقها اسرائيل عمدا بشعب يعاني بسبب الاحتلال والحصار.‏

ودعا موسى المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الامن واللجنة الدولية الرباعية حول الشرق الاوسط وجميع الاطراف المعنية إلى تحمل المسؤولية بشكل يحفظ للفلسطينيين حقهم في الحياة وحقوقهم في انهاء الاحتلال واقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.‏

وفي سياق الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة فقد توغلت قوات الاحتلال الاسرئيلي فجر أمس في منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة وداهمت المنازل واعتدت على سكانها بالضرب.‏

وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال مدعمة بعدد من الاليات وجرافتين توغلت شرق المنطقة المذكورة وشرعت باطلاق النار بكثافة وبشكل عشوائي صوب المنازل والممتلكات ما ادى إلى الحاق اضرار مادية فيها.‏

الى ذلك اصيب فلسطينيان اثنان بجروح في قصف مدفعي اسرائيلي على بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.‏

وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام دائرة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة للوكالة ان الفلسطينيين اصيبا خلال قصف مدفعي اسرائيلي استهدف مجموعة من الفلسطينيين في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة وان الفلسطينيين نقلا الى مستشفى بيت حانون.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية