|
الملحق الثقافي أعلام العراق في القرن العشرين قائلاً: «إنه كان عالماً في فنون العربية، دقيق الملاحظة، عميق الصبر، قوي الاستدلال». ولد مصطفى جواد عام 1904 في محلة شعبية في الجانب الشرقي من بغداد. دخل الكتاتيب، ثم أنهى تعليمه الابتدائي في المدرسة الجعفرية. تعلم على يد أخيه الأكبر كاظم النحو ومعاني الكلمات. أكمل تعليمه الجامعي في دار المعلمين وتخرج منها عام 1924. تعرف بالعلامة اللغوي الأب أنستاس الكرملي الذي كان له مجلس أدب ولغة في الكنيسة اللاتينية يؤمه أدباء الدرجة الأولى في بغداد. فلازمه مصطفى وكتب في مجلته “لغة العرب”. ومن بعدها رحل لإكمال دراساته العليا في فرنسا ولكنه أجبر على العودة إلى بغداد قبل مناقشته لرسالة الدكتوراه بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية وتصاعد وتيرتها هناك. بدأ في نشر أبحاثه اللغوية في المجلات والدوريات المحلية والعربية. وصدر أول كتاب له عام 1932 تحت عنوان “الحوادث الجامعة”. حصل على بعثة لتطوير دراساته في باريس، فقضى سنة كاملة في القاهرة لتعلم الفرنسية، وهناك التقي رواد الثقافة طه حسين وعباس العقاد وأحمد حسن الزيات، وربطته بهم علاقات صداقة وفكر قوية. في جامعة السوربون درس دكتوراه الأدب العربي، ونالها عن أطروحته “الناصر لدين الله الخليفة العباسي”، وفي باريس أيضاً اطلع على المكتبة التراثية فنسخ منها عشرات المحفوظات العربية النادرة. بعد عودته إلى العراق عين أستاذاً للأدب العربي في دار المعلمين العالية. ثم عين كاتباً للتحرير في وزارة المعارف، ونقل بعد ذلك معلماً في المدرسة المأمونية ببغداد، و منها نقل إلى المدرسة المتوسطة الشرقية ببغداد. في سنة 1942 انتقل ملاحظاً فنياً في مديرية الآثار العامة، ورفع في هذه المديرية إلى درجة اختصاصي في التراث حتى سنة 1948. ثم عاد بعدها إلى التعليم. وفي عام 1962 انتدب للتدريس في معهد الدراسات الإسلامية العليا وعين عميداً للمعهد المذكور. كتب 46 مؤلفاً، وكان آخرها كتاب “رسائل في النحو واللغة” سنة 1969. ومن كتبه الأخرى: المستدرك على المعجمات العربية، الضائع من معجم الادباء، عصر الامام الغزالي. توفي في بغداد عام "1969. okbazeidan@yahoo.com |
|