|
آراء التربية العامة (الشارع) -الدين- التاريخ- الاعلام -الابداع، إنها معلومات تتدخل عادة في التشكل العقلي والفكري والوجداني لديه. وإذا أردنا أن ندخل في التفاصيل المحدودة، على الأقل لتوضيح بعض المفارقات، فإن القانون وبكل أهميته في حياتنا هو من التربية العامة (الشارع) وأن القيم في حياتنا إنما هي ابنة التربية المنزلية، وأن كل ما هو جديد ومتقدم وطليعي في كل ما نعرف ونتعلم ونسمع ونشاهد ونقرأ، هو عامل الإبداع. وأن أهم وأكبر ما نعتز به ويجعلنا نقف دائما على أرض صلبة فخورين معتزين هو التاريخ، وأن جوهر كل ما نصدق ونثق به الثقة العمياء ونتبع ونطيع ونسعد ونتوضأ من أجله هو الدين، والخيمة التي نعيش تحتها ونستقي منها المعلومات هو الاعلام، وهكذا فإن هذه العوامل الثقافية المتعددة والمختلطة في وقت معا هي المؤثر الأساسي في تشكيل معارفنا، قوتنا، حريتنا أو ضعفنا وتراجعنا، وبمعنى أكثر دقة: هويتنا الثقافية! وربما لا نبالغ إذا قلنا :إ ن الثقافة لدى الإنسان قد تبدأ من الرحم، وهذا ما يصر عليه العلماء والأطباء، ذلك أن الحياة في الرحم بعد التخلق، قد يوجد فيها ضجيج أو اضطراب، سواء من الغضب أو العمل وقد لا يوجد وقد يوجد فيها خلل غذائي سواء من الفقر أو المزاج أثناء الحمل وقد لا يوجد. بل إن العلم والعلماء قد ذهبوا إلى أكثر من ذلك، فهم يقولون بأنه تولد مع الإنسان خلايا دماغية تبقى لديه حتى عمر الخمس سنوات، ومهمة هذه الخلايا التعرف على العالم الخارجي للطفل منذ الأيام الأولى في حياته سواء باللمس أو النظر وبقية الحواس أو حتى بواسطة كتلته الجسمية كاملة لكي يعرف من هو ومن الذي أمامه وماذا حواليه، وماذا يحدث وما هو هذا العالم الجديد الذي ظهر فيه ومن يكون ومن هم الآخرون!؟ ويؤكد العلماء بأن هذه الخلايا الدماغية إذا لم تمت بعد الخمس سنوات يصاب بالجنون! هذا هو إذن ما يجعل الطفولة الحجر الأساسي في كل ثقافة الإنسان وفكره ووجدانه، وهذا ما يجعل النصيحة أن هويتنا الثقافية التي لا نحملها في جيوبنا ولا يطلبها منا أحد إنما هي طفولة الخلايا الدماغية الماصة للثقافة العامة.. مصنع المواطن والوطن.! |
|