|
واشنطن القدس في هذا المجال الذي لايزعج واشنطن على الاغلب بل يحرجها لان الولايات المتحدة تعتبر ان كل يهودي هو امريكي بالضرورة ويجب إلا يتجسس عليها وبالتالي فإن فضائح التجسس تتكرر وتتوالى في كل الاوساط الامريكية بدءا من البنتاغون إلى الكونغرس. وكان مسؤولون مرموقون في المخابرات الامريكية قد أكدوا ان اسرائيل هي اكثر دولة تتجسس على الولايات المتحدة حسب فضائية الجزيرة. وقضية كشف الادعاء ومكتب التحقيقات الفدرالي ( أف بي أي) الامريكيين امس من ان المهندس الميكانيكي بن عامي كاديش الذي اعتقل بتهمة التجسس لصالح اسرائيل ليست الاولى ولا الاخيرة من قبل أجهزة الموساد الاسرائيلي للتجسس على الحكومة الامريكية وعلى الصناعات الامريكية الحربية وغير الحربية فهناك تاريخ حافل وأخطرها قضية جوناتان بولارد المحكوم بالمؤبد في الولايات المتحدة لتجسسه على الاسرار الامريكية العسكرية. وحول قضية بن عامي كاديش فقد سلم السلطات الاسرائيلية معلومات حول اسلحة نووية وتفاصيل سرية حول مقاتلات من طراز اف 15 باعتها الولايات المتحدة لدول اخرى. ونقلت أ ف ب عن بيان مشترك للنيابة ومكتب التحقيقات الفدرالي أ ف.بي.أي قوله ان العميل كاديش سلم بين خمسين ومئة وثيقة بين عامي 1979 و 1985 وخصوصا معلومات سرية جدا حول اسلحة نووية عن طريق دبلوماسي في القنصلية الاسرائيلية في نيويورك حيث كان المهندس ينقل الملفات السرية الى منزله في نيوجيرسي ويقوم الموظف الاسرائيلي الذي كان يعمل ملحقا علميا في القنصلية الاسرائيلية لم تكشف هويته بتصويرها لتسليمها الى اسرائيل. من جهته قال متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان قضية كاديش مرتبطة بشكل ما بقضية جوناثان بولارد الذي يمضي عقوبة بالسجن اثر ادانته بالتجسس لحساب اسرائيل اثناء عمله كضابط في البحرية الاميركية. وقد اعترفت اسرائيل بانه كان عميلاً لها ومنحته الجنسية الاسرائيلية. وقد أفاد مصدر أميركي رسمي أن الولايات المتحدة ستعرب لحليفتها إسرائيل عن قلقها البالغ حيال قضية التجسس الأخيرة جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كيسي الذي أكد في تصريح صحفي الثلاثاء أن واشنطن ستبحث رسميا قضية التجسس الإسرائيلي على معلومات عسكرية أميركية. وأضاف كيسي أن )هذا النوع من الأنشطة سواء حدث في الماضي أو في الوقت الحاضر) ليس هو التصرف الذي تتوقعه بلاده من صديق وحليف مشيرا إلى أنه لم يكن من المتوقع أن تتورط إسرائيل في أعمال من هذا القبيل. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مسؤول في الخارجية الأميركية -طلب عدم الكشف عن اسمه- أن واشنطن ستعرب عن قلقها رسميا عن طريق السفارة الإسرائيلية في واشنطن. وتأتي هذه التصريحات في أعقاب إعلان وزارة العدل الأميركية الثلاثاء اعتقال مواطنها بن عامي كاديش الذي يشتبه في أنه سرب معلومات تتعلق بأسلحة نووية إلى إسرائيل. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية حول الاتهامات الموجهة إلى بن عامي كاديش بيد أن مسؤولا بارزا بوزارة الدفاع الإسرائيلية قال في تصريح لوكالة رويترز للأنباء إنه من الصعب تصديق أن تقوم إسرائيل بتجنيد جاسوس أميركي بعد قضية بولارد. كما اكد مسؤول اسرائيلي كبير في القضية لن تؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل . وقال هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه لوكالة أ.ف.ب ان هذه القضية تثير ارتباكا مؤقتا لكنها لن تؤثر سلبا على العلاقات . ورغم تورط اسرائيل في اكبر عملية تجسس على الولايات المتحدة فإن الامريكيين يكتفون اما بالصمت أوببعض القلق ويخفون وجعهم لان اسرائيل مسموح لها مادامت الحليف الاستراتيجي الاول الذي تعتمد عليه واشنطن في تنفيذ مخططاتها الهدامة في الشرق الاوسط بينما يشارك اللوبي الصهيوني ان لم نقل يستأثر في صناعة القرار الامريكي الاخطر سواء في الحرب على العراق أو التحريض على مهاجمة ايران. |
|