تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تكلفتها 170 ملياراً في السنة.. حزمة الأمان الاجتماعي في الثلاثاء الاقتصادي.. العماش : اقتصاد السوق لا يعني انفلاته

اقتصاديات
الخميس 13/3/2008
مازن جلال خير بك

رأى الباحث الاقتصادي الدكتور حسين العماش أن الوقت قد حان للاهتمام بالشق الثاني من مفهوم اقتصاد السوق الاجتماعي وهو الاطار الاجتماعي بعد أن كثر الحديث عن الانجازات في اطار الاصلاح الاقتصادي ,

أما الاجتماعي المصنف ضمن حزمة الأمان الاجتماعي فيجب الاهتمام به لتجنب الشعور بأن بنود العقد الاجتماعي قد اختلت وأن التباين في الدخل والثروة بدأ يميل لصالح شرائح وطبقات جديدة بصورة متزايدة,لجهة أن حزمة الضمان الاجتماعي بمضمونها الشامل الذي يمس كل مواطن تؤدي الى تعزيز دور الدولة القائم من جهة وتطويره من جهة أخرى لتوفير الحماية الاجتماعية للمحتاجين والمستحقين فعلاً من المواطنين السوريين بدون تمييز على اساس معايير التشغيل الكفء للاقتصاد الوطني.‏

المكونات الرئيسية‏

وحدد العماش في المحاضرة التي ألقاها في المركز الثقافي بالمزة ضمن ندوة الثلاثاء الاقتصادي حدد المكونات الرئيسية لحزمة الأمان الاجتماعي في ظل مبادئ اقتصاد السوق الاجتماعي,أما الاطار العام لهذه الحزمة فهو توازن التنمية على مستوى الوطن على اساس أن تطبيقها سيحرر يد الدولة في تفعيل قوى اقتصاد السوق ويسهل تطبيقه بصورة سريعة وتقليل من التدخل الحكومي المباشر وبالتالي تخفيف الروتين والقضاء على الفساد مع اشارته الى وجوب التذكر دائماً أن اقتصاد السوق لا يعني أبداً انفلات السوق وانما حريته تحت اشراف قوى المجتمع وتحقيق أهدافه الوطنية ويرى العماش أن تعريف اقتصاد السوق الاجتماعي خلق ارباكاً بسبب الفجوة بين القناعة والعلم الاقتصادي من جهة وبين ما يشاهد من تسويق مشوه على أنه اقتصاد السوق الاجتماعي,وعليه فإن عدداً كبيراً من الاقتصاديين أصبحوا في شبه حيرة من معرفة ما هية هذا الاقتصاد في سورية,معززة بتنوع المدارس الفكرية التي تتنازع بين مدى وعمق الليبرالية المطلوبة وكيفية الانعتاق من سيطرة فكرة التخطيط المركزي السائدة بين شريحة واسعة من المخططين .‏

نوعا الحماية‏

ويقسم العماش المكونات العامة لحزمة الأمان الاجتماعي الى نوعين من الحماية حماية مباشرة للفئات الضعيفة اقتصادياً والمتأثرة سلباً بالتمول الاقتصادي من خلال سياسات مؤقتة احياناً أو ترتيبات مؤسسية وادارية دائمة لافادة الأفراد المستحقين فعلاً فقط,وتتكون هذه الحماية المباشرة من تخفيض الفقر بتحقيق معدلات نمو عالية وانشاء صندوق الرعاية الاجتماعية,اضافة الى تخفيف البطالة من خلال خلق فرص عمل جديدة تستوعب الداخلين الجدد الى سوق العمل و مواءمة فرص العمل القائمة والتعريف بها في الطلب والعرض بسوق العمل مع الأخذ بعين الاعتبار تجربة بنوك المشروعات الصغيرة وحاضنات الأعمال والتأمين ضد البطالة وبيانات العاطلين عن العمل التي تحتاجها مكاتب التشغيل وسوق العمل.‏

وبالنسبة للتأمينات الاجتماعية يرى العماش ضرورة تعزيز وتوسعة أنظمة التأمينات لأن قانون التأمينات الاجتماعية الصادر منذ نحو نصف قرن لا يزال ناقصاً وشموليته في تغطية العاملين في القطاع الخاص لم يتجاوز 40% من العاملين فقط.‏

حماية غير مباشرة‏

الحماية الاجتماعية غير المباشرة من خلال سياسات اقتصادية واجتماعية تنفذها وتشرف عليها وزارات ومؤسسات حكومية منظمة,يشرح العماش أنها مكونة من التنمية المتوازنة من خلال برامج التنمية الاقليمية,والمجتمع الأهلي وتشريعات العمل التي تحتاج لقانون جديد للعمل والتعليم بشقيه الثانوي (التربية) والعالي (التعليم العالي) الذي يتطلب تعزيزاً أكبر, مع ضرورة احداث برامج للتأمين الصحي لأنه الوسيلة التي تمكن من التعرف على الأفراد والشرائح الأكثر احتياجاً للحماية بدلاً من توفير الرعاية الصحية بمستواها المتدني لكل الفئات.‏

مكونات وتكلفة‏

ويتوسع المحاضر في مكونات حزمة الأمان الاجتماعي لتشمل الدعم السلعي والخدمي وتوزيع الدخل والثروة ويقدر تكلفة هذه الحزمة بمبلغ 170 مليار ليرة سورية سنوياً تجمع من الميزانية العامة والمستفيدين أنفسهم ومجتمع الأعمال و المجتمع الأهلي وربما التمويل الخارجي وهي مساهمات لن تقل عن 50 مليار ليرة سورية سنوياً مع 138 مليار ليرة سورية هي الدعم الذي تقدمه الدولة سنوياً مما يغطي التكلفة البالغة 170 مليار ليرة سورية ويفيض . ويخلص العماش الى أن المدى الزمني لتطبيق كافة بنود الحزمة قد يمتد الى 10 سنوات لتكون بالنهاية تنظيم مؤسسي دائم للوصول بالمجتمع الى حالة التوازن الدائم بين حقوق المواطن وواجباته والمجتمع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية