|
بغداد في غضون ذلك قتل 4 جنود أميركيين واصيب اثنان آخران بجروح جراء استهداف دوريات الجيش الاميركي في العراق بينما تواصلت ردود الفعل داخل أروقة السياسة الاميركية على استقالة الأميرال وليام فالون قائد العمليات العسكرية في حربي العراق وأفغانستان. فقد وصل وزير الدفاع البريطاني الى مدينة البصرة جنوب العراق في زيارة لم يعلن عنها من قبل بينما كشف مجلس العموم البريطاني ان الانفاق على العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان سيبلغ ضعف ما كان عليه العام الماضي. وقالت صحيفة ديلي تلغراف إن التكاليف الزائدة التي وصلت الى6,05 مليارات دولار لعمليتي نشر القوات البريطانية في العراق وأفغانستان تعكس الحجم المتنامي لمهمة هذه القوات وتكاليف حمايتها. وأشارت صحيفة الغارديان الى استطلاع جديد يؤكد أن المزيد من الشعب البريطاني قالوا ان النفط العراقي كان الدافع الحقيقي لغزو العراق. من جانب اخر اعترف الجيش الاميركي بمقتل أحد جنوده وجرح اثنين في العراق أمس الاول. ونقلت ا ب عن بيان للجيش الاميركي قوله ان جندياً قتل واصيب اثنان آخران بانفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق بالقرب من الديوانية جنوب بغداد. كما اعلن الجيش الاميركي امس مقتل ثلاثة جنود اميركيين واصابة اثنين في العراق في هجوم استهدف موقعهم جنوب العاصمة بغداد. ونقلت ا.ب عن اللفتنانت في سلاح البحرية الاميركية بارتيك ايفانز قوله إن الجنود تعرضوا لهجوم بالصواريخ بالقرب من النصيرية جنوب بغداد ما ادى الى مقتل ثلاثة جنود واصابة اثنين. من جهة اخرى قالت مصادرطبية عراقية إن مستشفى الزهراء العام وسط الكوت تسلم جثث 17 شخصاً قتلوا في مواجهات اندلعت بين الشرطة ومسلحين في الكوت ومن بين القتلى خمسة أطفال وطالبة جامعية. من جانبه أعلن الجيش الاميركي أمس ان قواته قتلت العديد من عناصر المسلحين التي هاجمت ا لقوات العراقية في الكوت. هذا وقد عثرت الشرطة العراقية على خمس جثث في أجزاء متفرقة من بغداد. على صعيد آخر أثارت استقالة قائد العمليات العسكرية في حربي العراق وأفغانستان ردود فعل كثيرة وخصوصاً من جانب الديمقراطيين في الكونغرس الذين اشاروا الى انه دفع ثمن صراحته. وسوغ الجنرال فالون استقالته التي قدمها رسمياً بالقول إن مقالات صحفية حديثة تشير الى خلاف بين آرائي واهداف السياسة التي يتبعها الرئيس بوش أدت الى إرباك في مرحلة حرجة وعرقلت جهود القيادة في المنطقة. ويحل الجنرال مارتن ديمبسي نائب قائد العمليات العسكرية في الشرق الاوسط محل الأميرال فالون على رأس القيادة الاميركية الوسطى بدءاً من 31 آذار الجاري. ونفى وزيرالدفاع الاميركي روبرت غيتس إمكانية أن تعرقل استقالة فالون عملية تقييم الوضع في العراق. من جانبهم أشاد الديمقراطيون بالأميرال فالون لكنهم حملوا بعنف على ادارة بوش مؤكدين أن القائد المستقيل كان يمثل صوت العقل في ادارة تستخدم خطاباً استفزازياً حيال ايران. واشار الديمقراطيون الى ان رحيل فالون يشكل مثالاً جديداً على ان هذه الادارة لاتشعر بالارتياح لاستقلال الخبراء وتعبيرهم بصراحة وانفتاح عن آرائهم. وفي هذا السياق اطلقت وسائل الاعلام موجة جديدة من التكهنات حول النيات العدوانية للادارة الامريكية حيال ايران واعتبرتها دليلا على نية الادارة شن حرب ضدها قبل نهاية ولاية الرئيس جورج بوش وذلك بعد فترة اتسمت باستبعاد خيار الحرب واعتباره خارج اجندة الادارة. واستندت تلك التكهنات الى تقرير نشرته مجلة اسكواير قبل أسبوع وأبرزت فيه معارضة فالون للحرب على ايران ورغبته في سحب المزيد من القوات من العراق ووصفته بالرجل بين الحرب والسلم مؤكدة أنه الصوت الوحيد الذي يقف بين الرئيس بوش ونائبه تشيني وبين الحرب على ايران. وقالت المجلة في تقريرها الذي تنبأ باحتمال ازاحة فالون من منصبه وتعيين آخر أكثر انصياعا للبيت الابيض واعتبار ذلك في حالة حدوثه بمثابة الدليل على عزم الرئيس بوش ونائبه القيام بعمل عسكري ضد ايران قبل نهاية ولايته ودون وجود قائد يقف في طريقهما. وكشفت التقارير الصحافية امس عن وجود خلافات عميقة بين فالون والادارة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. ونقلت عن مصادر في البنتاغون قولها ان الاستقالة لها علاقة بالخلاف بين فالون والجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق الذي حظي بتأييد الرئيس بوش. على صعيد اكد خبراء اميركيون ان اوضاع العراقيين تزداد سوءاً جراء الحرب في العراق وان الظروف المعيشية الخطيرة ونقص المساكن والعناية الصحية والمواد الغذائية تهدد بتدهور اوضاع المهجرين منهم. ونقلت ا ف ب عن هؤلاء الخبراء قولهم خلال جلسة استماع امام لجنة فرعية في مجلس النواب امس انه بعد خمس سنوات على الغزو الاميركي للعراق فان مشاكل خطيرة ما زالت تهدد حوالي 5.2 ملايين عراقي مهجرين داخل العراق ومليونين اخرين لجؤوا الى دول مجاورة حسب ارقام الامم المتحدة. واشار لورنس فولي كبير المنسقين للاجئين العراقيين في وزارة الخارجية الاميركية الى ان أسوأ مشكلة هي انتشار الفقر مضيفا ان عدد المهجرين لم يسجل ارتفاعا كبيرا في 2008 لكنه توقع زيادة في احتياجات هؤلاء على مر الوقت. |
|