تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرد على الإرهاب

نافذة على حدث
الثلاثاء 27-12-2011
عبد الحليم سعود

لأنهم يكرهون الحوار ويرفضون الاحتكام للشعب وصناديق الاقتراع، ويتسولون سلطة وكراسي حكم عبر القتل والدماءـ وتجاربهم السابقة تفضحهم وتدل عليهم ـ فقد انتهجوا الإرهاب سبيلا

وحيدا للوصول إلى غايتهم..فكانت رسائل الأمس المضرَّجة بدماء السوريين دليلا إضافيا على عمالتهم وارتهانهم للمشاريع الغربية المشبوهة، سواء أقروا بذلك أم أطلقوا الاتهامات الجوفاء التي تلخص حالة هذيانهم وفقدان الصواب.‏

فمنذ الأيام الأولى للأحداث في سورية بدأ حقدهم الأعمى يرسم معالم الطريق الذي يسلكونه، ويروي تفاصيل خططهم الملطخة بالسواد، فسقط الشهداء من مدنيين وعسكريين، وهوجمت مؤسسات الدولة ونهبت الأملاك العامة والخاصة، وانتهكت الأعراض واستبيح الأمن والاستقرار من قبل عصابات الإجرام العابرة للحدود، وكان ديدن القتلة أنه كلما زادت الفوضى وسالت الدماء ارتفعت أسهم المنادين بالتدخل الأجنبي، وتجاسرت الذئاب القريبة والبعيدة على الأسد الجريح، إلا أن شعبنا العظيم رغم جراحه رد على إرهابهم بمزيد من التمسك بوحدته الوطنية والالتفاف حول جيشه وقيادته ومؤسساته، فكان رده حاسما وقاطعا.‏

من حيث المبدأ تنتمي تفجيرات دمشق إلى ممارسات جماعات الفكر التكفيري الاقصائي الذي تكثر تنظيماته في المنطقة ومن بينها تنظيم القاعدة، بعد أن تحولت هذا التنظيمات إلى أداة طيعة بيد الاستخبارات الصهيونية والغربية تحركها كيفما تشاء، ومعلوم كيف يستخدم أصحاب هذا الفكر الإرهابي الذي لم يخدم قضية للعرب أو للمسلمين في يوم من الأيام من قبل الغرب والصهاينة لتنفيذ أجنداتهم الاستعمارية ومشاريع التدخل في شؤون عالمنا العربي.‏

فتصريحات بعض المسؤولين في الحكومتين اللبنانية والعراقية أشارت في وقت سابق إلى عبور بعض المسلحين ومن بينهم مسلحو القاعدة الحدود باتجاه سورية، وليس لأحد أن يدعي أنهم جاؤوا بقصد السياحة أو الاصطياف، لأن موسم السياحة والاصطياف أجهضته الجماعات المسلحة الإرهابية عبر عمليات القتل والاختطاف وقطع الطرقات.‏

ليس مطلوبا من سورية أن تثبت لأحد بعد اليوم أن ما يجري على أراضيها هو إرهاب منظم يدعمه بعض العربان والجيران والغربان، وعلى فريق المراقبين العرب أن يتثبتوا من هذه الحقيقة وينقلوها لمن يعنيهم الأمر، ولو قرؤوا تصريحات أعضاء مجلس اسطنبول واليافطات التي حملها بعض العراعرة والمطبلين لهم في الداخل لعلموا من يرفض قدومهم ويتنكر لمهمتهم ..ألم يعنونوا جمعتهم الماضية بـ«برتوكول الموت»، في الوقت الذي أنجزوا فيه استقبالا دمويا كانت حصيلته 44 شهيدا وعشرات الجرحى..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية