تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعد الخميس الدامي.. من يقف وراء انفجارات بغداد ؟

شؤون سياسية
الثلاثاء 27-12-2011
بقلم: نواف أبو الهيجاء

شهدت العاصمة العراقية العزيزة بغداد صباح الخميس 22 كانون الأول الجاري ثلاثة عشر انفجارا متزامنا أدت الى استشهاد وجرح اكثر من 260 مواطناً عراقياً بريئاً .

التفجيرات ضربت الكرخ كما ضربت الرصافة . والتفجيرات قتلت العراقيين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية والعشائرية والطائفية والعرقية .المهم كان قتل أكبر عدد ممكن من أبناء العراق . والمهم سيادة الفوضى الأمنية وزيادة حدة التوترات السياسية في العراق. وكان التوقيت مدعاة للتساؤل اذ حدثت التفجيرات بعد يوم واحد من زيارة بترايوس ، رئيس وكالة الاستخبارات الاميركية ( السي آي أي) العراق . كما انها تزامنت مع اشتداد حدة الخلافات السياسية بين مكونات الحكومة ومجلس النواب والكتل والاحزاب السياسية .وجاءت بعد ان انزل العلم الأميركي عن آخر معسكر للمحتلين المهزومين في مدينة الناصرية جنوب العراق .‏

كل هذه الأمور يمكن ان تؤشر من المستهدف وما المستهدف ولماذا ؟‏

تعصف الخلافات السياسية بين الاحزاب بالواقع السياسي على الطبيعة كما ان الاحتلال الأميركي يحرك زعانفه لكي يقال ان العراق في حاجة الى القوات المحتلة ليعم الامن فيه . وهناك بطبيعة الحال دوافع لدى البعض من اصحاب الاجندات الغربية والصهيونية الرامين الى تفتيت العراق وليس فقط زعزعة استقراره . تقسيم العراق واعادة انتاج ماحدث في ظل الاحتلال عامي 2005 و 2006 من اقتتال طائفي ومذهبي ، بحيث يصبح الملاذ الأخير هو ماورد في دستور الحاكم المدني الاميركي سيئ الذكر برايمر أي اللجوء الى الاقاليم والاحتماء بالطائفة بحيث يصبح العراق مكونا من خمسة اقاليم في اقل الحدود وفقا لخطة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن.‏

القوى التي تحرك الارهاب والتي وقفت وراء تفجيرات الخميس الدامي في بغداد لاتخرج عن هؤلاء الذين يريدون عراقا ضعيفا ممزقا فاقدا لدوره العربي ولانتمائه القومي ايضاً.‏

لقد حذر كل المخلصين للعراق وللامة من ان خروج الاحتلال الأميركي لايعني ان المحتلين سيتركون العراق وشأنه . هناك قوى مرتبطة مصيرياً بأجندة الاحتلال الاميركي الصهيونية . والعراق في ظل الاحتلال صار مرتعاً للمخابرات الاميركية (السي آي أي) والصهيونية (الموساد) اضافة الى انفتاح العراق وهو محتل على كل احتمالات التدخلات الفظة في شؤونه الداخلية.‏

حذر المخلصون الوطنيون والقوميون من زعانف الاحتلال كما حذروا مما زرعه او بذره المحتلون الأميركيون ومن يواليهم وممن هو مستعد لتنفيذ اجندتهم التدميرية. والا فما ذنب العراقيين الابرياء يقتلون على هذا النحو وضمن خطة مدروسة في توقيت محسوب ؟ ليس من شك ان العراق الواحد الموحد والسيد هو الذي يخسر امنه وامن مواطنيه لتنفتح بوابات جهنم على المستقبل بعد ان امل الناس ان تكون المرحلة القادمة بعد انهاء الاحتلال هي مرحلة المصارحة والمصالحة الوطنية . مرحلة تضميد الجراح ومرحلة التخلص من كل اثر من آثار الاحتلال في سنواته التسع العجاف. وعليه كان لابد من اعادة خلط الاوراق والاصطياد في المياه العكرة وعلى وقع خطوات انسحاب اخر الجنود العاملين للمحتل في وادي الرافدين.‏

لقد نكب العراق طوال سني الاحتلال وثمة من لايريد للعراق الوحدة والقوة والدور القومي وهؤلاء هم من يقف وراء التفجيرات . انهم ليسوا من عرق واحد ولا من دين واحد ولا من مذهب واحد هم جامعو كل تعريفات الارهاب . فالارهاب لادين ولاقومية ولاهوية دينية او اثنية معينة له. انه بلا دين وبلا قومية وبلا طائفة بعينها.‏

ابحثوا عن المستفيد من قتل العراقيين واغتيال امنهم وسيادتهم وطموحاتهم واحلامهم النبيلة .. ابحثوا عمن يقاتل ويقتل ويدمر في سبيل انفاذ اجندة المحتلين الصهيونية وآنذاك ستعثرون على الفاعل الحقيقي الجاني المجرم الذي روع المواطنين العراقيين في بغدادنا الحبيبة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية