|
شؤون سياسية وفشل في تحقيق أجنداته العدوانية وفي مقدمتها كسر إرادة المقاومة وإخضاع القطاع وسكانه لهيمنته وشروطه، وذلك بفضل الصمود البطولي الذي أبداه الشعب الفلسطيني في غزة وشجاعة مقاتلي المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وقدرتهم على مجابهة قوات الاحتلال ومنعها من تحقيق ما كانت تخطط له لجهة اجتياح غزة والقضاء على مقاومتها. لقد ضرب الاحتلال الإسرائيلي عرض الحائط بكل المواثيق والقرارات الدولية واستخدم في عدوانه مختلف صنوف الأسلحة البرية والبحرية والجوية بما في ذلك المحرمة دولياً ومنها الفوسفور الأبيض وراح ضحية ذلك أكثر من 1500 شهيد معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وأربعة أضعافهم من الجرحى ودمرت آلة الحرب الإسرائيلية البنية التحتية وآلاف المنازل والمؤسسات العامة والمدارس ودور العبادة ولم تسلم المؤسسات الدولية العاملة في القطاع من القصف والأذى الإسرائيلي كما لم تسلم المزروعات من التخريب، فالعدوان طال البشر والحجر والشجر، لكن إرادة الشعب الفلسطيني وعزمه على مواجهة الاحتلال والدفاع عن أرضه وحقوقه كانت أقوى من آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة أميركياً. الكيان الإسرائيلي القائم على القتل والتدمير وحياكة الدسائس واتباع سياسة فرق تسد لايمكنه التخلي عن طبيعته العدوانية، فهو يواصل إجراءاته القمعية على الفلسطينيين وبأساليب متعددة، فالقطاع يتعرض لحصار جائر حيث تغلق قوات هذا الكيان الغاصب المعابر وتمنع وصول المواد الغذائية والطبية والمواد الضرورية لإعادة إعمار مادمرته الحرب العدوانية على القطاع الأمر الذي ساهم في إفقار الفلسطينيين وتعرض المرضى إلى الكثير من المعاناة بسبب نقص الأدوية، كل ذلك بدعم وانحياز أميركي فاضح شجع قوات الاحتلال على التمادي والإمعان في انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني عبر الاستمرار في سياسة مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وإقامة الحواجز بين القرى والمدن في الضفة وسياسة تهويد ماتبقى من أراضي القدس وتغيير طابعها الديمغرافي، والأمثلة على ذلك كثيرة منها استبدال الأسماء العربية للأحياء بتسميات عبرية والاعتداء على المقابر وتحويلها إلى فنادق بعد مصادرتها وإزالتها، بالإضافة إلى مضايقة السكان المقدسيين لإجبارهم على ترك منازلهم وغير ذلك من الإجراءات والأعمال التي تتنافى مع حقوق الإنسان والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية. فالعدوان الإسرائيلي على القطاع الذي جرى في ظل صمت مريب يؤكد أن مجلس الأمن الذي من المفترض أن يتخذ قراراً يدين هذا العدوان ويعمل على إيقافه لم يحرك ساكناً آنذاك وإن هذا المجلس لايتحرك إلا بوحي الإدارة الأميركية التي هي مرتهنة بالمشيئة الاسرائيلية وأن إدارة أوباما قد أعلنت إفلاسها السياسي وعجزها عن الايفاء بعهودها الانتخابية تجاه السلام في المنطقة واتضح أيضاً انحيازها الأعمى لإسرائيل متخلية بذلك عن دورها كراعٍ نزيه لعملية السلام. لقد أعطى الصمود البطولي للشعب الفلسطيني درساً مفاده أن الإرادة الصلبة للمقاومة وبسالتها في التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي وامتلاكها لقوة الحق أقوى ممايمتلكه الكيان الصهيوني من أسلحة وطائرات وصواريخ وأجهزة تجسس ورصد ومتابعة وأن النصر حليف هذه المقاومة التي علّمت العدو أن زمن الخضوع لمنطق قوته قد ولّى وأن الأهداف والخطط العدوانية التي كان يضعها لاستهداف الشعب الفلسطيني وكسر إرادته أصبحت أهدافاً وخططاً على قالب ثلج كما أن المقاومة قد أكدت أنها لم تغير قناعتها بأن عدوها مخادع وغادر ولم يتوانى عن شن عدوان جديد على القطاع في أي وقت ولذلك لن تتوقف عن أعمال التدريب وستكون كالجمر تحت الرماد جاهزة لتعود لهباً حارقاً لكل من يفكر بالعدوان من جديد على غزة، وقد تجلى ذلك بتصريحات المقاومين الذين قالوا : إن المقاومة أكثر قوة مما كانت عليه وإنها مستعدة لصد أي عدوان وإنها امتلكت أسلحة قد يكون أثرها أكبر بكثير مماعرفه العدو عن سلاح المقاومة. إن ماتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان غاشم راح ضحيته آلاف الشهداء والجرحى، ومايخطط له الكيان الصهيوني وبغية الوصول إلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم يتطلب ذلك ترتيب البيت الفلسطيني من خلال إنهاء الانقسام والإسراع بخطوات المصالحة الوطنية لتشكيل جبهة موحدة قادرة على مواجهة الاحتلال وعلى المجتمع الدولي التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين والعمل على رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني عبر الضغط على الكيان الإسرائيلي وإلزامه بوقف جرائمه الوحشية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تعيد الأرض والحقوق لأصحابها الشرعيين. |
|